الجمعة، مارس 22، 2013

تدهور القراءة في السودان

لا شك أن للقراءة أهمية عظيمة فى الحياة ، أهمية تتوازى مع أهمية الطعام والشراب ، فكما أن الطعام والشراب غذاء الجسد ، فإن القراءة غذاء للعقل ، ومن اهتم ببناء جسده دون عقله فإنه بذلك قد قبل بمساواة بينه وبين الحيوان ، ولذلك وجب على كل إنسان أن ينمى عقله الذى وهبه له الخالق سبحانه  وتعالي ، وأن يستفيد به فى تحقيق سعادته في الدنيا ، والفوز برضوان الله عز وجل فى الآخرة ، ومن هذا المنطلق اهتمت الكثير من دول العالم بتشجيع القراءة  ، وأقيمت من أجل ذلك المؤتمرات والمحاضرات التى تدعو للاهتمام بالقراءة ، وتشجيع الكبار والصغار على القراءة والتردد على المكتبات.ومن هذا المنطلق أدعوك - عزيزى القارئ - إلى رحلة قصيرة لزيارة بعض دول العالم لنتعرف على بعض الخبرات والتجارب التى نفذتها ؛ من أجل تشجيع أبنائها على القراءة ، وجعلها قيمة أساسية فى حياتهم ، سائلاً المولى عز وجل أن يستفيد منها كل قارئ على مستوى أسرته الصغيرة ، ودولته كلها.  نبدأ رحلتنا فى التعرف على الخبرات والتجارب العالمية من المملكة المتحدة حيث تقوم الكثير من المكتبات المدرسية والعامة بها بتنظيم أنشطة خاصة تعرف باسم القراءة العائلية ؛ حيث يتم الجمع فيها بين الأطفال وأولياء أمورهم ، ويتم تدريب الآباء على اختيار الكتب المناسبة لأطفالهم بناءً على خصائص نموهم العقلى والنفسى ، ولقد قادت (آن يلوفسكى )الدعوة لتسجيل التراث العائلى من القصص التى كان بعض الآباء يسجلونها ويصورون فيها تجاربهم فى الحياة ، وذلك من أجل استفادة الآخرين من هذا الخبرات والقصص . وفى إنجلترا أيضاً توجد نحو 35 ألف مدرسة بها عشرة آلاف متجر لبيع الكتب ذات الطبعات الشعبية الرخيصة ، حيث يقوم التلاميذ بشراء هذه الكتب من مصروف جيبهم ، ويبلغ متوسط مبيعات هذه المتجر سنوياً نحو 25 مليون جنية استرلينى ،  ، ومن جهة أخرى فإن هذه المتاجر تخضع لإشراف جمعية خاصة تقوم بعمليات التشجيع والدعاية والمساندة لها . ومن ناحية أخرى تهتم معظم المكتبات العامة البريطانية بالسماح للأطفال بدخول المكتبة من سن سنتين على أن يرافقهم أحد الكبار ، ولذلك تهتم هذه المكتبات بتوفير مجموعات متنوعة من الألعاب والعرائس التى تجذب الأطفال ، وفى ذات الوقت اهتمت هذه المكتبات بعقد دورات للآباء لتعريفهم كيفية اختيار الكتب لأطفالهم ، إلى جانب التشجيع والدعم والنصائح والتوجيهات التى تساعدهم على تحبيب القراءة إلى أطفالهم 
تجربة الولايات المتحدة
 تتميز الولايات المتحدة الأمريكية بالاهتمام بتسجيل خبراتها وتجاربها المختلفة فى كافة المجالات ، ونشر الكثير منها أمام دول العالم ، وذلك عكس الكثير من دول العالم التى تعتبر هذه الخبرات كالأسرار العسكرية يجب أن تحتفظ بها لنفسها ، ولذلك نجد الكثير من الأنشطة والوسائل التى تتبعها الكثير من المكتبات الأمريكية لتشجيع القراءة ، ومن هذه الوسائل ما يلى :- فى مدينة ميسولا حيث تضرب الخيام للعمال الذين يشتغلون بقطع الأخشاب من الغابات ، تجول سيارة تحمل الكتب المختلفة لإعارتها لهؤلاء العمال ، حتى لا يحرموا من القراءة أثناء بعدهم عن منازلهم أو المكتبات العامة . وفى سياتل توجد مكتبة عامة جعلت من عاداتها الحصول على أسماء الأجانب الذين يدخلون فى الرعاية الأمريكية ، وذلك عن طريق إيفاد مندوبين عن المكتبة إلى كل واحد منهم ، وتقدم لهم بعض المؤلفات بلغتهم الأصلية مع بعض الكتب التى يستطيعون بواسطتها تعلم اللغة الإنجليزية . أما فى مكتبة بورتلاند فنجد أنها تقوم بإعارة الصور الكبيرة الزيتية والمائية للمنازل إلى جانب الكتب ، ويجوز لربة المنزل أن تبقى هذه الصور شهراً أو أكثر فى منزلها ، ويرجع الهدف من ذلك إلى جذب أكبر عدد من المواطنين للقراءة والتردد على المكتبات . كما تقوم مكتبة لويزفيل العامة بإعارة الكتب والأفلام والأسطوانات واللوحات الفنية العالمية لمدة شهر ، كما تقوم بإعارة الأشرطة والمعزوفات الطويلة لمدة اثنتى عشرة ساعة ، وإلى جانب تلك الخدمات تقوم المكتبة بتقديم جرارة ومظلة للوقاية من المطر لكل متردد عليها ؛ من أجل تشجيع أكبر عدد من السكان على التردد عليها ، والاستفادة من مقتنياتها وخدماتها المختلفة . ولجمعية المكتبات الأمريكية A.L.A عدة طرق فى جذب أكبر عدد من المستفيدين إلى مكتباتها ، فعلى سبيل المثال تقوم الجمعية بعرض مجلة مرئية كل أسبوع عن طريق استخدام التليفزيون بمكتباتها العامة ، حيث تقوم بالاشتراك فى برامج التليفزيون لتعليم الكبار وشراء ما تحتاجه من الأشرطة المرئية . وإذا انتقلنا إلى مكتبة جامعة إلينوى نجدها تقوم بتصوير جميع أجزاء المكتبة ، وبيان خدماتها المختلفة فى فيلم يتم عرضه على طلاب الجامعة لتعريفهم بمكتبة الجامعة وخدماتها المختلفة ، والآن وبعد التقدم التكنولوجى ، وظهور الإنترنت أصبحت معظم المكتبات الأمريكية لها مواقع على الإنترنت ، توضح من خلالها كافة البيانات التاريخية والإدارية والخدمات والمقتنيات بالمكتبات ، كما تتيح أمام المستفيد خدمة البحث والاستفادة من قواعد بياناتها ومقتنياتها . ومن نافلة القول تقوم دور النشر فى مجال المكتبات بإصدار الكتب التى تتناول طرق تحسين القراءة والإقبال عليها ، فهى تقدم الأشعار والألعاب والأغانى العامة التى تساعد على تحسين القراءة ، ومن أمثلة هذه الدور شركة ويلسون التى أصدرت عام 1992م كتاب أمى الأوزة الذى هو عبارة عن مجموعة من أشعار الطفولة التى كتبها الشاعر الفرنسى تشارلز بيرو فى أواخر القرن السابع عشر ، والذى ترجم إلى العديد من اللغات .  حيث تقوم فكرتها على تكوين مجموعة من كتب الأطفال الجيدة ووضعها فى أحد المنازل الموجودة بالحى ، ويقوم بإدارتها مجموعة من الناشئة فى سن يتراوح بين 12 إلى 13 سنة ، ويطلق عليهم أمناء المكتبة ، على أن يعمل معهم فى إدارتها مجموعة من المتطوعين الكبار ، أما بالنسبة لميزانية هذه المكتبات فإنها تعتمد على التبرعات التى تقدم من قِـبـَـل رجال الأعمال والأشخاص القادرين ، ومن الجدير بالإشارة أن مجموعات هذه المكتبات لا تبقى كما هى حيث يتم تغيرها كل ستة أشهر . ولم يتوقف هذا الأمر عند هذا الحد بل هناك بعض المصانع الأمريكية تخصص ربع ساعة كل يوم حيث يتوقف العمل ، ويتاح للعاملين أثناءها بالقراءة فى الكتب والمجلات والصحف التى توفرها لهم إدارة المصنع.
تجربة اليابان 
 وعندما ننتقل إلى أقصى الشرق حيث دولة اليابان ، بلاد الشمس المشرقة التى تتميز بالاهتمام البالغ بمواطنيها منذ الطفولة ، نجد أنها تقوم بتجربة عظيمة ، لا تنم إلا على اهتمام بإعداد أجيال على أعلى مستوى من الثقافة والتقدم ، ولذلك تستحق الوقوف عليها ، والاستفادة منها ، وتتلخص هذه التجربة فى القيام بترجمة كتب الأطفال الجيدة على مستوى العالم ، وبأية لغة إلى اللغة اليابانية ، ويبلغ متوسط ما يتم ترجمته سنوياً ما يزيد عن مائتى عنوان ، وتجدر الإشارة إلى أنه فى كل عام يسافر من اليابان فريق إلى معرض ميونخ الدولى للكتاب بألمانيا ، حيث يقوم هذا الفريق بدراسة وتمشيط كل ما هو فى المعرض من كتب الأطفال فى جميع اللغات ، ثم يعود لدراسة المناسب منها لترجمته كى يستفيد كل طفل على أرض اليابان ، ويصبح ملماً بكل ما يحصل عليه أطفال العالم من معلومات وخبرات ، فيتفوق عليهم جميعاً .ولعل من حسنات هذا العصر أن عملية التعرف على كتب الأطفال الصادرة على مستوى دول العالم ليست بالأمر الصعب أو الشاق ، فمنذ عام 1957 م أصدرت اللجنة العلمية لكتب الأطفال IBBY مجلة فصلية بعنوان Book Bird تساعد فى التعرف على الكتب المؤلفة للأطفال لدى كل دولة على مستوى العالم ، ومن ثم تستطيع كل دولة ترجمة الكتب المناسبة لأطفالها ، كما أن شبكة الإنترنت قد يسرت عملية التعرف على الإنتاج الفكرى فى كافة المجالات والموضوعات فى كل مكان على مستوى العالم ، وما علينا إلا أن نختار ما يناسبنا ونقدمه لأبنائنا 
تجربة باكستان
ومن باكستان نأخذ فكرة مشروع " البيزا " أو مشروع القروش أو الريال الذى يدخره الطفل فى كل يوم ، والذى نفذته دار الإنشاء بمدينة بنجاب الباكستانية ، ويقوم هذا المشروع على إرسال الطفل نقوده التى ادخرها فى نهاية كل شهر ، ويحصل فى مقابلها على كتاب قيم مناسب ، وكانت هذه الكتب التى يحصل عليها الطفل جذابة ولا تقل عن مائة صفحة ، ولقد كان من ثمار هذه الفكرة انتشار الكتب والمكتبات المنزلية فى الكثير من المنازل ، وعلى الرغم من توقف هذا المشروع إلا أنه ساعد على تشجيع الكثيرين على القراءة والتردد على المكتبات 
تجربة الصين 
وإذا انتقلنا إلى الصين فلقد أضحت المكتبات العامة كالمجمعات الاستهلاكية للسلع الغذائية فى مصر وبعض دول العالم ، فلقد خصصت الدولة ناصية الطابق الأرضى فى كل بناء يقام فى شارع رئيسى ، حيث يتم إنشاء مكتبة صغيرة لا تتجاوز عدة أرفف ، على أن تخصص مقتنيات كل رف منها لمرحلة عمرية معينة ، بحيث تكون الأرفف السفلى للأصغر سناً حتى لا يضطرون إلى صعود السلم ، وتمتلئ هذه الرفوف بالكتب الجميلة والمتنوعة ، وما على الطفل إلا أن يدخل المكتبة ويأخذ الكتاب أو القصة التى يريدها ليقرأها ثم يعيدها إلى مكانها ، وفى ذات الوقت يقف إخصائى المكتبة لمساعدة الرواد الصغار على اختيار ما يرغبون فيه من كتب وقصص . ومن الجدير بالذكر أنه توجد فى العاصمة الصينية بكين ما يزيد عن خمسمائة مكتبة بهذا الشكل ، وذلك من أجل توفير الخدمة المكتبية للأطفال فى كل مكان حتى يشبوا على التعلق بالمكتبة والذهاب إليها حيثما كانت وكانوا ، ولقد ساعدت هذه المكتبات على رواج كتب وقصص الأطفال بنسبة كبيرة . وتقتصر شروط ارتياد هذه المكتبات على نظافة الأيدى ، واحترام حقوق الآخرين فى الاستمتاع بالقراءة ، ولا يقل دور إخصائى المكتبة عن دور المدرسة بل قد يتجاوزها ، فالطفل يتم تدريبه فى المكتبة على تعليم نفسه وتثقيفها ، ومن ثم تصبح القراءة عادة وقيمة ملازمة له طوال حياته .ومن الأمور التى ساعدت على تشجيع هذه المكتبات ونجاحها اعتبار الصين كتاب الطفل خارج المدرسة جزء لا يتجزأ عن التعليم ، بل يكمل دوره ، فالمنهج الدراسى لا يعد كافياً لتثقيف الفرد ، لذلك كان الربط بين التعليم المنهجى بالثقافة اللامنهجية التى يحصل عليها الطالب بعد يومه الدراسى القصير 
االدراسة تحت عنوان نماذج وخبرات عالمية فى التشجيع على القراءة ، وذلك بمجلة المعرفة ع 104 ذو القعدة 1424 هـ ص 110 - 114 .

المحاولات السودانية

القاهرة تؤلف  وبيروت تطبع والخرطوم تقراءة  مقولة اصبح الضلع الاخير فيها لا يودي واجبة اذ اضحت الخرطوم شوارع ملئة بالكتب وعقول خالية من المعرفة العلمية 

وتعددت الاسباب حسب اراء المحليين للظاهرة ومنهم من اوكلها الي تدني المستوي الاقتصادي ومنهم من قال سببها شبكات التواصل الاجتماعي وانشغال الشباب بقضايا انصرافية وونسات 

ولكن حسب راي الشخصي في تدهور القراءة في السودان هو التعليم الجامعي الحالي والاستاذ الجامعي الذي يسابق الزمن لانجاز اكبر عدد من المحاضرات والعمل في السوق لكسب ما يستطيع ان يسد بة حاجة اسرتة 

اذ ان الطلاب الان يعتمدون علي مذكرات الاساتذة وهي مختصر المختصر التي يصدرها الاساتذة ولا يخرج الامتحانات من هذة المذكرة  اذ نرا انا الطلاب يدخلون الي المكتبات ولا ينظرون الي مابها من ما يفيدهم ورينا كثير من الطلاب يتخرجون وبعد شهر لا يعلمون عن اكاديمياتهم شي  وخير مثال ذلك الطالب الذي اتي الي عمل تدريب في احد البنوك الشهيرة وهو خريج محاسبة وهو لا يستطيع التعامل مع اهم برامج من برامج المحاسبة وهو برنامج الاكسل 


67ع7غ667

هناك 10 تعليقات:

  1. السودان بلد شقيق وأتمني وجود وحدة مع مصر واتمني ان يتوحد الجنوب والشمال من جديد

    ردحذف