الاثنين، ديسمبر 21، 2009

النظم المحسبة للاسترجاع

النظم المحسبة للاسترجاع الموضوعي باللغة الطبيعية داليا يحي حسن الشافعي. الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي بالقاهرة "دراسة ميدانية " / إشراف نبيلة خليفة جمعة .- القاهرة، د. ا. ، 2005 (أطروحة ماجستير، قسم المكتبات والوثائق والمعلومات، جامعة القاهرة)
تغيرت مفاهيم ومصطلحات وتعريفات كثيرة في ظل الثورة الهائلة للمعلومات والتدفق السريع لها عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة والمتعددة بين مختلف شعوب العالم , كما تنوعت واختلفت نظرة الأفراد للعديد من المصطلحات التي تعرف سابقاً بمفهوم معين، وأصبحت الآن تعرف بمفهوم آخر؛ فمصطلح الأمية "illiteracy" مثلا وهو مصطلح يقصد به عدم معرفة القراءة والكتابة، أصبح الآن يعرف بمفهوم آخر بعد أن ارتبطت به كلمات أخرى فأصبح هناك مصطلحات الأمية الثقافية "cultural illiteracy"، والأمية الحاسوبية "computer illiteracy"، والأمية الوظيفية "functional illiteracy" والأمية البصرية أو المرئية "visual illiteracy"، والأمية المعلوماتية " information illiteracy "….الخ. وقد تطور التعريف المقبول لمحو الأمية من القدرة على القراءة والكتابة " literacy" إلى القدرة الأوسع على تناول المعلومات.
وتناولت هذه الدراسة مشكلة انتشار الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي المصري، ومدى توفر المهارات المعلوماتية بين طلاب الجامعة ، والدور الذي يقوم به أعضاء هيئة التدريس، وأمناء المكتبات وخاصة المكتبات الجامعية في محو الأمية المعلوماتية عند طلاب المجتمع الجامعي.
وقامت الباحثة بوضع تعريف اجرائي للأمية المعلوماتية في هذه الدراسة حيث يقصد بها " عدم قدرة الباحث علىتحديد وإدراك مدى حاجته إلى المعلومات وكيفية الوصول إليها في مصادرها المختلفة الأشكال والأنواع وصياغتها بشكل جيد وعدم معرفته بكيفية تجميعها وتقييمها والاستفادة منها، بالإضافة إلى افتقاده للمهارات المكتبية والببليوجرافية والحاسوبية اللازمة للحصول على المعلومات والوصول إلى مرحلة التفكير النقدى والتعلم الذاتي".
وتسعى الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف يمكن بلورتها على النحو التالي :
أولاً . معرفة مظاهر الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي.
ثانياً . معرفة أسباب الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي .
ثالثاً . معرفة سبل علاج الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي .
وتم بلورة هذة الأهداف في مجموعة من التساؤلات أهمها:
_ هل يؤثر التخصص سواء أكان نظرياً أو عملياً على ظاهرة الأمية المعلوماتية ؟
- ما دور عضو هيئة التدريس في انتشار أو علاج هذه الظاهرة ؟
-ما دور أمين المكتبة وأخصائي المعلومات في انتشار أو علاج هذه الظاهرة ؟
- ما أسباب انتشار الأمية المعلوماتية والحاسوبية بين طلاب الجامعة ؟
- ما معوقات البحث التي يواجهها الطالب الباحث عن معلومات في مجال تخصصه ؟
- هل توجد علاقة بين الأمية الحاسوبية وانتشار ظاهرة الأمية المعلوماتية بين الطلاب؟
جوانب الدراسة وحدودها :

تتمثل في التعرف على انتشار ظاهرة الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي بالقاهرة الكبرى في كليات الآداب والزراعة والتربية بجامعات القاهرة وعين شمس والأزهر التي تمثل التخصصين العملي والنظري خلال العام الدراسي 2001/2002 على طلاب المرحلة الجامعية الأول (انتظام) و طلاب الدراسات العليا و أعضاء هيئة التدريس وأمناء المكتبات ( المركزية ، و الكليات ).

منهج الدراسة وأدواتها:
استخدم منهج المسح الميداني بالإضافة إلي استخدام البرنامج الإحصائي Statistical Package For Social Sciences (SPSS لتحليل نتائج البحث، و فرضت طبيعة موضوع الدراسة استخدام العينة الطبقية العشوائية غير النسبية وتم التعرف على مدى انتشار ظاهرة الأمية المعلوماتية من خلال توزيع ثلاث استمارات استبيان واحدة طبقت على ( 424) من طلاب (المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا ) بكليات الآداب والزراعة والتربية التسع في الثلاث جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر ، وثانية على (255) من أعضاء هيئة التدريس بالكليات التسع، وثالثة على (97) من أمناء المكتبات الأكاديمية (المركزية، والكليات) بالكليات التسع، بالإضافة إلى الاستعانة بالملاحظة لاستكمال البيانات التي تم الحصول عليها من خلال الاستبيان .

فصول الدراسة :
تنقسم الدراسة، فضلا عن المقدمة المنهجية والنتائج والتوصيات وخمسة ملاحق، إلى سبعة فصول: فصلين نظريين (الفصل الأول والسابع) ويتناولان (ماهية الأمية المعلوماتية والاهتمام العالمي بمحوها، نموذج مقترح خاص ببرنامج لمحو الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي)، وخمسة فصول عملية ( الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس) تتناول (الحاجة إلى المعلومات والتعامل مع المكتبة، البحث ومصادر المعلومات، صعوبات البحث واستخدام الحاسب الآلي، مراحل محو الأمية المعلوماتية والمهارات اللازمة لمحوها، محو الأمية المعلوماتية وأعضاء هيئة التدريس / وأمناء المكتبات الأكاديمية) وتختتم الدراسة بخاتمة تعرض أهم النتائج التي تم التوصل إليها ويتبعها أهم التوصيات التي تأمل الباحثة في وضعها محل التنفيذ.

النتائج والتوصيات :
أوضحت هذه الدراسة أن من أهم أسباب الأمية المعلوماتية في المجتمع الجامعي بكليات العينة ترجع إلى نقص المهارات المعلوماتية مثل ( اللغوية والحاسوبية والتنظيمية والتحليلية والتقيمية والاختيارية ..الخ)للمعلومات ومصادرها المختلفة عند طلاب ( المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا ) ويرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود أساس موحد في التعليم والتدريب وفي الأسلوب، للحصول علي المعلومات والاستفادة منها وتقييمها وتنظيمها، يتم علي أساسه تدريب الطلاب على مثل هذه المهارات المعلوماتية، بالإضافة إلى عدم وجود أساس موحد بين المكتبات الأكاديمية يتم على أساسه التعريف بمقتنيات المكتبة وخدماتها وتقييم فهارسها والتعرف على المشكلات التي تواجه المستفيدين منها وإيجاد حلول لها .
ولحل هذه المشكلات توصي الدراسة بما يلي:
ضرورة إعداد برامج لمحو الأمية المعلوماتية بمفهومها الموضح في الدراسة تشمل جميع فئات المجتمع (ما قبل الجامعي ، الجامعي ، وما بعد الجامعي) بما يتناسب مع ظروف وإمكانات ومهارات ومستويات كل فئة وأن تدمج برامج محو الأمية المعلوماتية ضمن برامج تطوير وتحسين وإصلاح التعليم في مصر .

المصدر : البوابة العربية للمكتبات والمعلومات
http://www.cybrarians.info/thesis/08.htm

خدمات المستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة

المقدمة :تعتبر المكتبات مؤسسات اجتماعية مسئولة عن تقديم خدمات المعلومات لجميع فئـات المجـتمع بشكل عام بغـض النظر عن خصائص كل فئة , ومن ضمنها هذه الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة , لذا فإن من حقهم الاستفادة من خدمات المكتبات ومراكز المعلومات وذلك بتقديم خدمات تتلاءم مع قدراتهم .يـمثل ( المعوقين ) ذوو الاحتياجات الخاصة 10% من سكان العالم , وترتفع النسبة في العالم العربي إلى 12% بناء على الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة و المنظمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم (جرجيـس و إسماعيل ,1991م ) .وقد شهد القرن العشرين تطوراً كبيراً في الاهتمام بالمعوقين على المستوى العالمي , تمـثل في العديد من المواثيق التي صدرت عن هيئة الأمم المتحدة , كان من أبرزها إعلان عام 1981م عاماً دولياًّ للمعوقين , ولقد نشطت الدول إبان ذلك العام في تطوير برامجها في مـجال المعوقين , لذا أعلنت الأمم المتـحدة عقد الثمانينيات عقداً دوليـاًّ للمـعوقين ( القريوتي وآخرون , 1416هـ ).• مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة :والمقصود بذوي الاحتياجات الخاصة في هذه الدراسة :هم المعوقون , حيث يذكر أن هناك اتجاهات تربوية حديثة لاستخدام مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة بدلاً من مصطلح ( معوقين ) , لأن المصطلح الثاني يعبر عن الوصم بالإعاقة , ومالها من آثار نفسية سلبية على الفرد ( القريوتي وآخرون , 1416هـ ).كما أن هناك دلائل مستمدة من علم النفس والاجتماع والتربية أن المسميات قد تكون ذات أثر معوق , لذا يتوجب علينا الحذر عند استخدام المصطلحات التي نلصقها بالأفراد الذين نريد مساعدتهم ( عبد الرحيم و بشاي ,1402هـ) .ويمكن حصر المصطلحات العربية الخاصة بهذه الفئات والتي تستخدم في هذا المجال وتعريفاتها (الموسى ,1419هـ) وهي :1- ذوو الاحتياجات الخاصة : وهو يعني أن في المجتمع أفراداً لهم احتياجات خاصة تختلف عن احتياجات باقي أفراد المجتمع , وتتمثل هذه الاحتياجات في برامج أو خدمات أو أجهزة أو تعديلات , وتحدد طبيعة هذه الاحتياجات الخصائص التي يتسم بها كل فرد منهم .وذلك يعني أنها تشمل المعوقين , الموهوبين , المرضى , الحوامل , المسنين الخ ... 2- الفئات الخاصة : ويدل هذا المصطلح على أن المجتمع يتكون من عدة فئات , ومن بينها فئات تتفرد بخصوصية معينة .وذلك يعني أن المصطلحان السابقان مترادفان .3- الأفراد غير العاديين : غالباً ما يطلق هذا المصطلح على الأطفال الذين يختلفون عن أقرانهم , إما في قدراتهم العقلية أو الحسية أو الجسمية أو التواصلية ... الخ . وهذا الاختلاف يتطلب برامج لسد احتياجاتهم .وهذا المصطلح مرادف للمصطلحين السابقين , إلا أنه يستخدم غالباً مع الأطفال .4- ذوو الاحتياجات التربوية الخاصة : ويطلق هذا المصطلح على الفئة العمرية لتلاميذ المدارس أو ما قبل مرحلة الدخول إلى المدرسة , كما أن طبيعة احتياجاتهم تربوية .5- المعوقون : وهم فئة من الفئات الخاصة أو من ذوي الاحتياجات الخاصة , وتندرج تحت هذا المصطلح جميع فئات ذوي العوق مثل :المعوقين بصرياًّ , المعوقين سمعياًّ , المعوقين عقلياًّ , المعوقين جسدياًّ , المعوقين تواصلياًّ , المعوقين نفسياً ومتعددي العوق , إلى غير ذلك من أنواع العوق . ويلاحظ مما سبق تعدد المصطلحات التي تطلق على هذه الفئة في اللغة العربية , وهذا ما يخالف ما توصلت إليه هند لبان في دراستها (1408هـ) من عدم وجود مصطلح في اللغة العربية للدلالة على هذه الفئة غير مصطلح المعوقين . المصطلحات الأجنبية للدلالة على ذوي الاحتياجات الخاصة :نجد في معجم أكسفورد التاريخي ( The Oxford English Dictionary ) إشارة إلى أن مصطلح Crippled استخدم بمعنى يحرم جزئياًّ أو كلياًّ من أحد أطرافه أو يعوق , و بمعنى يعيق وأيضاً للدلالة على الإصابة بالشلل .أما مصطلحDisabled فقد ورد بمعنى غير قادر أو مصاب بعجز أو فاقد للأهلية .أما مصطلح Handicapped فاقتصر استخدامه على معنى واحد وهو الشخص المعوق , سواء جسدياًّ أو عقلياًّ ولا يزال إلى الآن يستخدم بمعنى معوق . بالإضافة إلى مصطـلحExceptional Individuals ( الأفراد غير العـاديين ) وهم الأفراد الذين ينحرف أداؤهم عن الأداء الطبيعي , إما فوق المتوسـط أو أقل منه , بحيث تصبح هناك حاجة ضرورية لبرامج خاصة بهم ( الـخـطيب والحديـدي , 1418هـ ) .أما الباحثة فترى أن مصطلح Those of special needs هو المصطلح المقابل والأنسب للمصطلح ( ذوي الاحتياجات الخاصة) في اللغة العربية والذي شاع استخدامه في الأدبيات العربية المتصلة بالموضوع في التسعينات من القرن العشرين .• خدمات المستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة :أولاً : الخدمات التقليدية (رايت وديفي ,1418هـ) الإعاقة البصرية :وتشمل الإعاقة البصرية المكفوفين وضعاف البصر ومن أهم الخدمات التي تقدم لهم ما يلي :- الكتب بطريقة برايل . - الكتب الناطقة على أشرطة الكاسيت .- المواد المطبوعة بحروف كبيرة .- استخدام الدوائر التلفزيونية المغلقة .كما أنه من الضروري إشراك المستفيدين المعوقين بصرياً في التخطيط للخدمات حيث أن معظم أمناء المكتبات ليسوا من المعوقين بصرياً لذا فإنهم يجهلون الخدمات التي يحتاجها المعوقين بصـرياً وكيفية التعامل مع المرافق والأجهزة والخدمات الموجودة في المكتبة .§ الإعاقة اللغوية والسمعية :من أهم الخدمات التي تقدم للمعوقين لغوياً وسمعياً أجهزة الوسائل المرئية مثل أفلام الفيديو المصحوبة بشروح مكتوبة أو الصور الفوتوغرافية والدمى والشفافيات, الاهتمام بلغة الإشارة وذلك عن طريق توظيف مترجمين للصم أو تعلم أمين المكتبة لهذه اللغة ومن الخدمات التي تنظيم تحويل الكتب أو القصص إلى لغة الإشارة ويتم التعبير عنها بواسطة المترجم .بالإضافة إلى ما سبق يجب تطوير المرافق والأجهزة بما في ذلك الهاتف الخاص بالصم ونظم الإنذار المرئية لمواعيد الإقفال وأجراس الأبواب والحرائق ...الخبالنسبة للإعاقة اللفظية ينبغي أن يكون المكتبي نموذجاً للنطق السليم , بالإضافة إلى الاستفادة من الكتب الناطقة وتوفير خلوات مكتبية تحتوي على تلفزيون أو كتب الناطقة للمساعدة في تعلم القراءة . الإعاقة الجسدية :هنـاك مواصفات ومعايير للمباني حتى تلاءم المعوقين جسدياً منها : وجود المنحدرات , خلو الممرات من العوائق . أيضاً هناك خصائص للخدمات المكتبية منها :-أن لا يكون ارتفاع الأرفف أكثر من 5 أقدام , وان يكون من السهل مرور الكرسي المتحرك بين الأرفف .- أن تكون قاعدة الفهرس المطبوع في حالة استخدامه بارتفاع 16 بوصة .- أن تكون صفحات الفهارس والأدوات المرجعية قوية - أن تكون المناضد مرتفعة حتى لا تعوق الكراسي المتحركة- أن تكون الهواتف وآلات التصوير ولوحة الإعلانات منخفضة حتى يتمكنوا من قرأتها .بالإضافة إلى ما سبق فإن هناك خدمات يجب على المكتبة أن تقدمها لمساعدة جميع فئات الإعاقة مثل توظيف المعوقين في المكتبة أو استشارتهم حيث أنهم الأقدر على معرفة ما يناسبهم .كما أن من المهم أن توفر المكتبة المواد والكتب والمراجع التي تعطي معلومات عن الإعاقات والمعوقين وذلك لتثقيف المجتمع وتوعيتهم بالإضافة إلى إطلاع المعوقين والمهتمين على ما يستجد في هذا المجال .كما تقع على عاتق المكتبة مهمة عقد الندوات والمحاضرات لتوعية المجتمع بحقوق المعوقين وكيفية التعامل معهم , بالإضافة إلى قيامها بتدريب المستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام المكتبة والمواد والمرافق الموجودة بها . ثانياً : الخدمات التقنية :شهدت الثمانينيات من القرن العشرين تطورات الحواسيب الشخصية والطرفيات والأقراص المدمجة أيضاً وبالرغم من أن هذه التطورات في الأساس لم تتم لخدمة المعوقين إلا أنها مع بعض التطويع مكنت المعوقين من الوصول إلى المعلومات ( Mates : 1991). وقد يمكن استيعاب المعوقين في خدمات المكتبات كلاً حسب إعاقتـه كالأتي : المعوقين بصرياً :أقل ما يمكن اعتباره تطويع للوحة المفاتيح , وهو وضع أوراق لاصقة محفور عليها الأحرف بطريقة برايل للمعوقين بصرياً , وهناك تكبـير الأحرف لضـعاف البصر في الحاسوب وذلك يكون على ثلاثة أنواع كالتالي ( Mates : 1991 ) :1- تكـبير الأحرف على شاشة الحاسوب . برامج تكبير الأحرف على الشاشة موجود في " الويندوز Windows " لتيسير قراءة المكتوب على شاشة الحاسوب ، بالإضافة إلى تكبير جزئي أو كلي للشاشة أو تكبير دوائر المعارف أو استخدام الدوائر المغلقة . 2- الطبـاعة بالأحرف المكبرة . 3- لـوحة المفاتيح ذات أحرف مكبرة .بالنسبة للفأرة mouse وعدم إمكانية استخدامها بالنسبة للمعوقين بصرياً فاستخدامها يتطلب رؤية لحركة السهم وأيضاً مهارة تحكم في حركة الفأرة والضغط على أزرارها . تم تطوير فـأرة تعـمل بنظـام برايل حيث يتم تحريك الفأرة على سطح منبسط يساراً ويميناً فتتحرك الإشارة على الشاشة من حرف إلى حرف محولة إياه إلى حرف برايل وعلى الفأرة نقاط ترتفع وتنخفض تحت أصابع القارئ المعوق بصرياً فيقرأ بأصابعه ما هو مكتوب على شاشة الحاسوب ( Mates : 1991).ويمكن تكبير النصوص على الشاشة ضمـن برامج Windows , وهنـاك برنامج تـقـريـب النـص Zoom Text وهـو يقــــوم بتـكبــير حجـم الأحرف حسب طلب المستـفيد وكـأنه يمسك بـعدسة مكبرة وكذلك برنامج عدسة الحاسب الشخصي PC Lens . ويمكن الاستفادة من ما يقدمه برنامج ويندوز Windowsمن السماح للمستخدمين بتعديل بيئة العمل كي تناسب احتياجاتهم من تغيير الموقع وحجم النوافذ ولون الخلفية بالإضافة إلى خيارات أخرى كالقدرة على عكس الشاشة بحيث تصبح الأحرف بيضاء على خلفية سوداء مثلاً ( Glinert ; York : 1992 ).ويمكن تحويل النص المكتوب إلى نص منطوق وذلك بإضافة قارئ الشاشات وآلات ناطقة للوصول إلى فهرس المكتبة بالبث المباشر أو عن طريق الإنترنت و يمكن تحويل ما هو مكتوب أو مرسوم إلى عرض ناطق باستخدام برنامج " Jaws تيسير العمل بالنطق " ويمكن استخدام هـذا البرنامج للـكتب في مجمـوعة الخـدمات المرجعية ، أو استخـدام برنامج Omni - 1000 حيـث لـدى هذا النظام القدرة على المسح الضوئي من الكتب والصحف والمجلات وقراءتها بصوت واضح . ويمكن الاستفادة من برامج التقنية السابقة لمن لديهم صعوبات تعلم حيث تساعد على تقوية الفهم والقدرة على القراءة Lisiecki : 1999 ) ) .أيضاً حواسيب نظام برايل بأنها تسمح للمستفيدين قراءة المكتوب على الشاشة بنظام برايل , وإذ يوجد بين المستخدم ولوحة المفاتيح جهاز يقبل المدخــلات من لوحة المفاتيـح ( المعدلة ) ويترجمه إلى كتابة بنظام برايل , ويمكن استخدام طابعات خاصة لطباعة أوراق بطريقة برايل ( Rouse : 1999 ).ويعـتبر قارئ اركنستون Arkenstone Reader حجز الـزاوية في تطويع تقنيات المعـلومات في المكتبة لذوي الاحتياجات الخاصة . إذ يتكون من ماسـح ضوئي ومعدات ترجمة الرموز والأحرف البصرية بالإضافة إلى البرامج . ويعمل هذا القارئ مع قارئ صوتي رقمي وبرامج لقراءة الشاشة . والطلاب الغير قادرين على استخدام الآلات الطابعة بسبب إعاقات بصرية أو حركية أو تعليمية يستخدمون الماسح الضوئي ونظام القراءة البصرية الآلية لتحويل المواد المطبوعة إلى الصورة الرقمية. ثم يتم تحويل هذه المواد إلى برامج لقراءة الشاشة ومولدات الصوت الرقمية ويعد هذا النظام مفتاح لتطويع المواد المقروءة في المكتبة للمعوقين وتستخدم هذه التقنية في عدة أعمال سواء طباعة أو عمل ملخصات إلكترونية ( Jax ; Muraski : 1993 ). المعوقين سمعياً ولغوياًً :من بين التطورات الجديدة قدرة الحاسوب على التنبؤ بالكلمة فبمجرد أن يطبع أو ينطق حرفاً أو حرفين من الكلمة يقوم الحاسوب باستخدام قاموس فيه , وتظهر نافذة على الشاشة بها عدة اختيارات وإذا وجد المستفيد الكلمة التي يرغب بها فيمكنه التعبير عن ذلك بإشارة واحدة أو بالضغــط على مفتـــاح واحد ويمكن للمعوقين حركيـــاً الاستفادة من هذه التقنيـــة ( Rouse : 1999 ).بالإضافة إلى استخدام لغة " بلس موبيلكسBlissymbolics "وهي لغة بصرية وفعاليتها كأساس لنظم الاتصال البديلة للمعوقين, وتحتوي هذه اللغة على مفردات محورية عددها 2400رمزاً وبعضها يأتي بشكل مصور للموضوع الذي يمثله والبعض الأخر يعتمد على أشكال مصورة رئيسية , ولكل منها معنى محدد مرتبط بها . وقد أشارا إلى إمكانية تطوير أو تعديل الرموز الحالية أو إضـافة رموز جديـدة بتطبيق إستراتيجيات منطقية وقواعد لغوية مبسطة. وأيضاً نظام " هـيبربـلس HYPERBLISS " الذي طور لنظام أبل ماكنتوش حيث يقوم المستخدم بتطبيق المعلومات التي يكتسبها من رموز نـظام بلس لبناء جمل وعبارات من عنده( Glinert ; York : 1992 ).كما هناك قفازات للصم يمكن أن تترجم لغة الإشارة إلى لغة مكتوبة وذلك بتوصيلها بحاسوب يقوم بتحويل الإشارات إلى نصوص على الشاشة .من أهم الأجهزة للمعوقين سمعياً " الطابعة الهاتفية" TTY Telecommunications Devices for the Deaf حيث يمكن للمعوقين سمعياً استخدامها من منازلهم للاتصال بالمكتبة لطلب الكتب أو تقديم أسئلة مرجعية . بالإضافة إلى استخدام برنامج حاسب خاص يترجم الكلام على الشاشة ، أما بالنسبة لصعوبات السمع فيمكن استخدام " نظام المجال الصوتي Easy Listener Sound Field System " Lisiecki : 1999 ) ). المعوقين جسدياً :هناك عدة تعديلات لتيسير استخدام الحاسوب كالتعديل الذي حدث على لوحة المفاتيح حيث أن هناك إعاقات تمنع المعوقين من استخدام لوحة المفاتيح كعدم قدرتهم على الضغط على أكثر من حرف في آن واحد ( Rouse : 1999 ). وقد تم التغلب على هذه المشكلة باستخدام برامج حاسوبية جديدة وأيضاً هناك من لا يستطيع استخدام لوحة المفاتيح بتاتاً وقد تم التغلب على ذلك باستخدام برامج إدراك الأصوات بحيث يستطيع المستخدم إعطاء الأوامر الصوتية بدلاً من استخدام لوحة المفاتيح . أيضاً بالنسبة للمعوقين جسدياً الذين لا يستطيعون استخدام لوحة المفاتيح أو إدخال المعلومات و إصدار الأوامر للحاسوب هناك أدوات تسمح لهم باستخدام الحاسوب منها أداة التحكم Joyce Stick . وقد ذكرت ماتيس إمكانية لمس الشاشة لإعطاء أوامر للحاسب مباشرة وذلك بتحويل شاشة الحاسوب إلى لوحة مفاتيح منظورة وهناك لوحة مفاتيح مصغرة للذين لا يستطيعون مد أيديهم لمسافات طويلة أو لوحة مفاتيح كبيرة لمن ليست لديهم الدقة الكافية لاستعمال المفاتيح المتجاورة( Mates : 1991). الفأرة mouse وعدم إمكانية استخدامها بالنسبة للمعوقين جسدياً فاستخدامها يتطلب مهارة تحكم في حركة الفأرة والضغط على أزرارها فإن هناك أدوات إشارة بديلة تمسك بالفم أو تثبت بالرأس و عصيات تحكم , أو استخدام القدم في إدخال البيانات وإعطاء الأوامر للحاسوب. وقد ذكرت ماتيس أنه يمكن للمعوقين إعاقة جسدية شديدة استخدام الحاسوب عن طـريقEye gaze ويسمح هذا الجهـاز للشخـص الذي يستطيع التحكم في حركة عينه أو رمشه من تشغيل الحاسوب( Mates : 1991). هناك بعض الأجهزة الخاصة بالمعوقين جسدياً مثل أجهزة تقليب الصفــحات Page Turners التي تساعد الذين لا يقدرون على تحريك أيديهم كلياً أو جزئياً على تقليب صفحات المادة المطبوعة ( جرجيس وإسماعيل ، 1991) . تطويع استخدام الانترنت لذوي الاحتياجات الخاصة :ولتطـويع استخدام الشبكة العنـكبوتـية أو الإنتـرنت للمعـوقين فذلك يكون ميسـراً بفصـل المضـمون عن العـرض وذلك بوضع النـص في صـورة (XML) extensible Markup Language بدلاً من ( HTML ) Hypertext Markup Language وبمجرد أن تفصل النص عن العرض يقل عدد الروابط link وتصبح هذه الروابــط سهلة القراءة للمعـــوقين باستخدام التقنيات المساعدة (Tillett : 2001) .وهناك مؤتمر منظمة الشبكة العنكبوتية الدولية WAI وهي منظمة تحاول تطويع الشبكة العنكبوتية للمعوقين . ولتحقيق ذلك طور المؤتمر ثلاث أدلة لإنشاء وثائق على الشبكة تكون ميسرة الاستخدام للمعوقين وهي :• إرشادات تيسير محتوى أو مضمون الشبكة .• قائمة بنقاط مراجعة لتطويع الشبكة.• إرشادات لتقنيات تطويع الشبكة .ويمكن أن يستفيد منها أمناء المكتبات أو أصحاب القرار لجعل مقتنياتها متوفرة للمعوقين على الإنترنت . وتتوفر هذه الأدلة على موقع المؤتمر WAI على شبكة الإنترنت حيث تقدم إطاراً لإنشاء مواقع أو صفحات على الإنترنت ميسرة الاستخدام للمعوقـين ( Morgan : 1999 ) .وهناك عدد من البرامج التي يمكن استخدامها لاختبار خدمتك على الإنترنت . منها Bobby وهي خدمة عامة على الإنترنت يقدمها CAST ، وهي تحلل صفحات المواقع على الشبكة لقياس مدى تطويعها لاستخدام المعوقين وكذلك مدى ملاءمتها لمتصفحات الشبكة المختلفة ، فعندما تقدم المكتبة موقعها لـ Bobby ، سوف يقييم هذا الموقع ويوضح نقاط الضعف التي تحتاج إلى تحسين . كما يشتمل موقع Bobby على نسخة أكثر تقدماً تسمح للمكتبة باختبار موقعهـــــا في حـــــال الوصــــــول إليــــها باستــــــخدام متصفــــحات browsers مخــــــــتلفة ( Morgan : 1999 ) . لاختبار أبسط لموقع المكتبة يمكن تجريب نظام لينكستLynxit من كلية سولت ليك وذلك بتقديم صفحتك إليهم وسوف يضعون شخصاً على الطرف الآخر يستخدم متصفح لينكست . وهناك Access.Adobe.com أعدته شركة Adobe Systemويسمح للمعوقين بصرياً بقراءة أي وثيقة بنظام Adobe ومثله مثل Bobby و Lynxit تقدم لهم الموقع فيجعله مبسط ويسير الاستخدام للمعوقين ويسهل تفسيره باستخدام أي متصفح (Morgan : 1999 ) .والتطورات في هذا مجال تقنية المعلومات سواء للمعوقين أو الأسوياء متسارعة ومستمرة . • معوقات خدمات المستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة:هناك عدة معوقات تعوق تقديم خدمات للمستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها :- قلة الإمكانات المادية والبشرية المتوافرة للمكتبة .- عدم وجود مادة متخصصة في مناهج التعليم في أقسام المكتبات والمعلومات بالجامعات تعنى بكيفية تقديم خدمات المعلومات لذوي الاحتياجات الخاصة .- عدم وجود هيئة تشرف على تطوير خدمات المستفيدين الموجهة لذوى الاحتياجات الخاصة .- عدم تطوير الإمكانات البشرية للمكتبة والرواد من المعوقين عن طريق الدورات التدريبية .- ضعف الميزانية المخصصة للمكتبة .- الجهل من قبل العاملين في المكتبات باحتياجات وقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التعامل معهم .- عدم التفرغ الكلى للعمل من قبل العاملين .- توظيف غير المتخصصين للعمل في المكتبات .- عدم وجود تعاون مبين أخصائي المعلومات والمتخصصين في التربية الخاصة والخبراء في التقنيات الحديثة .- صغر المساحة المخصصة للمكتبة .- صعوبة تدريب ذوى الاحتياجات الخاصة على استخدام المكتبة و التقنيات الحديثة .• لمحة عن خدمات المستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة في الرياض :لو بدأنا بالمكتبات الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة لوجدنا أن هناك كيان يطلق عليه مكتبة ولكن هذا الكيان يختلف من مكتبة إلى أخرى ، حيث يمكن أن يكون خزانة في حائط أو رف في زاوية غرفة وأحياناً أخرى يوجد مكتبة مجهزة ولكنها تستغل كمكان لجلوس طالبات التدريب أو لفرز ملفات ، فمثلا نجد مكتبة معهد الأمل غرب الرياض عبارة عن مخزن لوسائل المعهد .أما بالنظر إلى الخدمات المقدمة فنجد أنها تقليدية وغالباً ما تكون بدائية ، فمثلا مكتبة معهد النور للبنات نجد أن تجهيزاتها فقيرة جداً والرفوف حديدية خطرة والإضاءة غير كافية ويصعب الدخول إليها حتى بالنسبة للمبصرين حيث أنها غرفة داخل غرفة . أما بالنسبة للمواد فلا يوجد سوى القليل من المواد المطبوعة بطريقة برايل وقليل من أشرطة التسجيل .وهناك المكتبة الناطقة وهي الوحيدة التي يمكن اعتبار ما تقدمه خدمات للمعوقين بصرياً ولكن جل اعتمادها على أشرطة التسجيل والتي غالباً ما تكون دينية .هذا بالنسبة للمكتبات الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة ، أما المكتبات الأخرى بأنواعها العامة ، الجامعية ، الوطنية ... إلخ ، نجد أنها أيضاً تفتقر إلى كثير من المواصفات في البناء والتجهيزات والأثاث حتى تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة ، مثل : المنحدرات وارتفاع الأثاث والإشارات الضوئية والصوتية ... إلخ .أما تقنية المعلومات فأنها نادراً ما تكون متاحة للأسوياء ، وإن أتيحت فأنها لم تطوع لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة . ملحق لمواقع الأجهزة والبرامج التقنية وتسهيل الإنترنت لذوي الاحتياجات الخاصة Screen Magnification Softwarehttp://www.aisquared.comAmerican Printing House for the blindhttp://www.aph.orgSpeech Recognition Softwarehttp://www.dragonsys.comSoftware for creating Braillehttp://www.duxburysystems.comScreen Reading Programshttp://www.hj.comSoftware that scans and reads aloudhttp://www.kurzweiledu.comAssistive Technologieshttp://sciencefriday.comWAIhttp://w3.org/waiEASIhttp://www.rit.eduBobbyhttp://www.cast.org/bobbyLynxithttp://www.slcc.edu/webghuide/lynxit.htmlAccess Adobehttp://www.access.adobe.compwWebspeakhttp://www.prodworks.comList of Vendorshttp://www.nyise.org/vendors.html المراجع العربية : • جرجيس ، جاسم و إسماعيل , سعد . دور تقنيات المعلومات في خدمة المعوقين في المكتبات الوطنية . في : الندوة العربية الثانية للمعلومات .- تونس : الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ، (18-21يناير 1991م ) .- ص ص 16 – 32 .• الخطيب , جمال والحديدي , منى (1418هـ) . المدخل إلى التربية الخاصة . الكـويت : مكتبة الفلاح . • رايت ، كيث و ديفي, جوديت ( 1418 هـ ) . خدمات المكتبات والمعلومات للمعوقين . ترجمة أحمد تمراز . الرياض : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . • عبد الرحيم ,فتحي و بشاي , حليم (1402هـ) . سيكولوجية الأطفال غير العاديين واستراتيجيات التربية الخاصة.ط2.الكويت : دار القلم .• القريوتي ، يوسف و السرطاوي , عبد العزيز و الصمادي ,جميل (1416هـ) . المدخل إلى التربية الخاصة . دبي : دار القلم . المراجع الإنجليزية : • Glinert, Ephraim P; York, Bryant W (1992) . Computers and People with Disabilities . Communications of the ACM [ACM] , 35 (5) 32-35 .• Jax, John J.; Muraski, Theresa (1993). Library Services for Students with disabilities at the University of Wisconsin – Stout(1993) . Journal of Academic Librarianship , 19 (3) , 166-168.• Lisiecki, Christine (1999) . Adaptive Technology Equipment for the Library . Computers in Libraries , 19 (6) , 18-21.• Mates, Barbara T (1991) . Library Technology for Visually and Physically Impaired Patrons . West port , CT : Meckler.• Morgan, Eric Lease (1999) . Adaptive Technologies for Better Service . Computers in Libraries , 19 (6) , 35-36 .• Oxford University (1970) . The Oxford English Dictionary .- DP London : Oxford University Press , Oxford oxt6.• Rouse, Veronica. Making the Web Accessible (1999) . Computers in Libraries , 19 (6) , 48-53 .• Tillett, L. Scott (2001) . Web Accessibility Ripples Through . Internet Week , (848) , 1-3.منقولمع تحياتي:raaa

الخميس، ديسمبر 17، 2009

المشاريع المقترحة للإستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات

تعتبر المعلومات والمعارف من أهم متطلبات التعلم، والبحث، والإبداع. فالمكتبات التقليدية توفر هذه المعلومات والمعارف لمستخدميها بالطرق التقليدية، وبشكل منفرد، والتحول إلى مجتمع المعلومات يعتمد اعتماداً كبيراً على توفر المعلومات والمعارف، وسهولة الوصول إليها بكل فاعلية ويسر، فعلى سبيل المثال، إن عملية إجراء بحث علمي تتكون من عدة مراحل؛ أولها إجراء مسح شامل لجميع المعلومات، والدراسات، والكتب ذات العلاقة بالبحث. وتتطلب هذه المرحلة وقتاً وجهداً كبيرين باستخدام الطرق التقليدية، قد تصل إلى أكثر من 50% من عملية إجراء البحث، وأحياناً تشكل عائقاً كبيراً. وقد أنشأت دول عدة مكتبات رقمية تقدم خدمات متعددة، فقد تم إنشاء مكتبة الكونجرس الرقمية الأمريكية في عام 1995م، ومكتبة كاليفورنيا الرقمية، ومكتبة أكسفورد الرقمية في بريطانيا.

وتواجه المكتبة العربية تحدياً حقيقياً في عصر تقنية المعلومات، حيث إن التحول من المكتبة التقليدية الورقية إلى المكتبة الرقمية أصبح ضرورة يتطلبها نمط الحياة اليومي من حيث السرعة والدقة، لذلك لجأ العديد من المؤسسات العربية، منفردة، إلى القيام بمشروعات ميكنة المكتبة العربية، وعلى الرغم من تعدد هذه المشروعات من حيث النوعية إلا أنها كانت في معظمها تجارب محلية لا تسهم في حل العديد من مشكلات البنية التحتية لتداول المعلومات بين الدول العربية بشكل معياري سليم.

إن هناك حاجة ماسة وكبيرة إلى توحيد الجهود في سبيل بناء مكتبة عربية رقمية، من أجل الوصول إلى مستوى يستطيع أن يلبي احتياجات المجتمع العربي، والإسلامي، والدولي.

وصف المشروع

يسعى هذا المشروع الى إنشاء بنية تحتية تهدف إلى توفير أدوات عمل فنية عربية تحتاج إليها المكتبة العربية. إذ أصبح من الممكن استخدام تقنية المعلومات في توفير متطلبات النظم من أجل تدفق سليم وسريع للمعلومات مع توفير الجهود، وعدم تكرارها، ومن ثم يتم ربط هذه المكتبات، وإنشاء بوابة إلكترونية للمكتبة العربية يتم تقديم خدمات معلومات من خلالها. وبناءً عليه فالمشروع يتكون من أربعة مكونات:

1. المكون الأول: إنشاء بوابة رقمية للمكتبة العربية: وهذا يشمل إنشاء بوابة معرفية في مجال المكتبات تعتمد على تقنيات الشبكات، على أن يلبي نظام البحث احتياجات اللغة العربية وطبيعتها.

2. المكون الثاني: توفير أدوات عمل فنية عربية: وذلك من خلال توفير خطط التصنيف المعربة، وتطوير أوعية وقواعد المعلومات الرقمية، وقوائم الإسناد الخاصة بالعالم العربي، وهى تشمل قوائم المؤلفين، والناشرين، وأسماء الأماكن الجغرافية للبلدان العربية، يرتبط بها كود عربي شامل يتوافق مع الكود العالمي للبلدان والقرى.

3. المكون الثالث: رقممة ملخصات الكتب الحالية، ورقممة الكتب الجديدة، وتوفير إمكانات البحث لهذه المحتويات، مع مراعاة حقوق الملكية.

4. المكون الرابع: تقديم خدمات معلوماتية ونشر مجموعة من الإصدارات.

مع إتمام أجزاء هذا المشروع سيكون من الممكن تقديم خدمات ببليوجرافية وتجارة إلكترونية للعديد من أوعية المعلومات وقواعد البيانات وتسويقها عبر هذا المشروع، بالإضافة إلى إنشاء العديد من قواعد النص الكامل التي تندر في العالم العربي، على الرغم من أهميتها.

الأهداف

يهدف المشروع إلى تحقيق ما يلي:

1. إنشاء مكتبة رقمية عربية، تقدم خدماتها إلى جميع المؤسسات والأفراد.

2. إنشاء بوابة رقمية للمكتبة العربية.

ويتوقع أن يتم تحقيق الفوائد التالية:

o إنتاج أشكال جديدة من المعلومات والمعارف.

o زيادة معدلات المحتوى العربي والإسلامي الرقمي.

o توفير المعلومات والمعارف بفاعلية ويسر.

o تعميم المكتبة في العالم العربي، حيث يتم توفيرها للمستخدم في أي وقت وأي مكان عن طريق شبكة الإنترنت.

o رفع المستوى الثقافي والفكري لدى أفراد المجتمع العربي.

o زيادة معدلات البحث، والإبداع، والتطوير العربية.

آلية التنفيذ

يقترح القيام بما يلي:

1. تكوين فريق عربي للمشروع بمشاركة الإدارة المعنية في جامعة الدول العربية.

2. قيام الفريق بإعداد الدراسات الخاصة بالمشروع.

3. قيام الفريق بتسويق المشروع لدي القطاع الخاص، والجامعات العربية ومراكز البحوث العربية، والمنظمات الإقليمية والدولية، وذلك لإيجاد راعي للمشروع يتولى إنشاء المكتبة العربية الرقمية.

4. يقوم راعي المشروع بتطوير المكتبة الرقمية وبناء مكوناتها المشار إليها سابقاً.

5. تقوم الدول العربية بدعم هذه المكتبة الرقمية، وتغذيتها بالمحتوى الرقمي.

التكلفة التقديرية وآليات التمويل

يتوقع أن يكلف إنشاء المكتبة في المرحلة الأولى ما يقارب ثلاثة ملايين دولار أمريكي تقريباً، إضافة إلى ما يقارب ستمائة ألف دولار أمريكي كمصاريف تشغيلية. ويقترح أن يتم تمويل المشروع من خلال ما يلي:

o المنظمات الدولية والإقليمية.

o آليات التمويل الخاصة بالقمة العالمية لمجتمع المعلومات.

o التمويل الذاتي من الخدمات المقدمة للمكتبات ودور النشر المهتمة والمستخدمين وكذلك الإعلانات

المكتبات الرقمية تبشر بإغناء محتوى إنترنت وإثراء تجربة المستخدم

هذا الملخّص غير متوفِّر. يُرجى النقر هنا لعرض المشاركة.

الأحد، ديسمبر 13، 2009

المحتوي الرقمي الي اين

يبدو واضحاً اليوم أننا إزاء شكل جديد من التطور المجتمعي يعتمد في سيطرته ونفوذه على المعرفة عموماً والعلمية منها بشكل خاص. مثلما يعتمد على كفاءة استخدام المعلومات في كل مجالات الحياة، حيث يتعاظم فيه دور صناعة المعلومات بوصفها الركيزة الأساسية في بناء الاقتصادات الحديثة، وتتعزز فيه مكانة الأنشطة المعرفية لتتبوأ أكثر الأماكن حساسية وتأثيراً في منظومة الإنتاج الاجتماعي. وغالباً ما يطلق على هذا التحول وبصورة خاطئة (عصر ثورة المعلومات)، ذلك لأن المعلومات لا تشكل إلا جزءاً من الثورة المعرفية التي تقوم على العلم والتقدم التكنولوجي في مجالات البيولوجيا ونظريات “الكم” وميادين المعلومات والاتصالات والتفاعل المستمر بين هذه الحقول الثلاثة.
وكان التطور الأبرز في هذا المشهد ظهور نمط معرفي جديد يسمى (اقتصاد المعرفة) يقوم على وعي أكثر عمقاً لدور المعرفة والرأسمال البشري في تطور الاقتصاد وتنمية المجتمعات.
فقد أصبحت المعرفة مورداً اقتصادياً يفوق بأهميته الموارد الاقتصادية الطبيعية، بل إن القيمة المضافة الناتجة عن العمل في التكنولوجيا كثيفة المعرفة تفوق بعشرات وربما مئات المرات القيمة المضافة الناتجة عن العمل في الزراعة أو الصناعة التقليديتين، فقد زاد حجم السوق العالمية للمعلوماتية عن /1/ تريليون دولار منذ عام (2000)م.
ترتب على هذه التحولات نتائج وآثار مباشرة وبعيدة المدى في آن. فلم تعد المعرفة سلطة وقوة فقط، بل أصبحت أبرز مظاهر القوة في عالم اليوم ولم يعد مجدياً بالنسبة للدول والمجتمعات التي تحاول تنمية اقتصاداتها واللحاق بركب التقدم العلمي تجاهل هذه الحقائق أو التأخر في أخذها بالحسبان.
ولعل في رأس هذه الأولويات، إجراء زيادات حاسمة في الإنفاق المخصص لتعزيز إنتاج ونشر المعرفة، وخصوصاً في مجالات التعليم بمراحله المختلفة والبحث العلمي بمراكزه وميزانياته فضلاً عن استراتيجيات بناء القدرات البشرية، بما في ذلك إعداد الخبراء والباحثين وتشجيع الابتكار وبراءات الاختراع وحماية المتفوقين.
وإذا اكتفينا بميدان الإنفاق على البحث العلمي نظراً لأهميته فإننا سنجد أن الدول الصناعية المتقدمة تنفق ما نسبته (2.5ــ3)% من ناتجها القومي الإجمالي على البحث العلمي كما في “اليابان” و”الولايات المتحدة الأمريكية” و”ألمانيا”. بينما لا تزيد نسبة ما تخصصه البلدان العربية مجتمعة للبحث العلمي عن (1)% من متوسط ناتجها القومي الإجمالي، علماً أن هذا المبلغ على ضآلته يدفع غالبيته كرواتب.
فإنتاج ونشر المعرفة في البلدان العربية ما زال يعاني من جملة صعوبات تتمثل في نقص الدعم المؤسسي وعدم توافر البيئة المناسبة لتشجيع العلم، إضافة إلى انخفاض أعداد المؤهلين للعمل في البحث والتطوير الأمر الذي يتطلب إعادة هيكلة الإنفاق العام وتحديد الأولويات التنموية على ضوء المتغيرات
مجتمع المعرفة والاقتصادات المبنية على المعرفة مرحلة نوعية في تاريخ البشرية تجعل من المعرفة مورداً لا ينضب تسعى المجتمعات والدول لاكتسابه والاستفادة من المزايا التي يوفرها لمنتجيه. فالغني اليوم ليس غني الأموال فقط بل غني المعرفة، والفقير أيضاً ليس فقير الدخل فقط، بل فقير المعلومات، هذا إضافة إلى العلاقة المؤكدة التي تربط بين ارتفاع الدخل وتحسن المعارف والعكس بالعكس. تدلل المؤشرات المتوفرة عالمياً على أن حجم صناعة المعلومات قد تجاوز(3) تريليون دولار سنوياً، وهذه النسبة تشكل (50ــ60)% من الناتج القومي للدول الصناعية الكبرى، كما يقدر حجم التجارة الإلكترونية بـ (1) تريليون دولار، فالبورصات الإلكترونية والإعلان والتسويق والتوزيع على الإنترنت أشبه بحمى تجتاح العالم وتترك عليه بصماتها الواضحة.
وشيئاً فشيئاً بدأت الثروة تأخذ مفهوماً رمزياً مختلفاً عما هو مألوف، وتغيرت المقاييس والمفاهيم، فبعد أن منحت الثقة إلى الذهب والفضة ثم إلى الأوراق النقدية، توصل العالم إلى قناعة مختلفة مفادها أن الإشارات الإلكترونية المتناهية الصغر يمكن مقايضتها مقابل سلع أو خدمات. ومع تنامي قطاع المعلومات لم تعد الثروة تعبر عن موجودات صلبة وملموسة كالأرض والمصانع بل أصبحت أسهماً في شركات وتكتلات اقتصادية تستمد ثروتها من الإمكانات المعرفية الموجودة في عقول القائمين عليها. فالمساهم إذاً لا يشتري أصولاً واضحة، لكنه يشتري القدرة التنظيمية والتسويقية والفكرية لهذه الشركات، وعليه فإن رأس المال يكاد يكون شيئاً رمزياً أو ما بعد رمزي، فالأسهم وبطاقات الائتمان المحوسبة والتدفقات المالية عبر الشبكة قد حولت الثروة أو مصدرها الرئيسي من الأشياء إلى الأفكار، ومن الموجودات إلى الكفاءة والخبرة والابتكار.
ما يميز اقتصاد المعرفة إذاً الاعتماد المتزايد على قوة العمل المؤهلة والمتخصصة في مختلف ميادين الحياة، إلى جانب انتقال التنظيم الاقتصادي من الاعتماد على إنتاج السلع إلى إنتاج الخدمات.
فحوالي (70)% من القوة العاملة في “كندا” و”الولايات المتحدة” و”اليابان” تعمل في ميدان الخدمات. لكن أسلوب إنتاج المعلومة ونشرها واستنساخها قد قلل الفوارق بين السلع والخدمات. والمعلومة التي تشكل قوام مجتمع المعرفة أدت إلى اختلاف وتداخلات بين اقتصاد السلع واقتصاد الخدمات، ودمجتهما. (3)
وبالرغم من أن المجتمع العربي لا يزال مستخدماً لمنتجات التكنولوجيا أكثر منه منتجاً لها، فإن العرب يمتلكون أهم مقومات النجاح للدخول في مجتمع المعرفة، وهو الكادر البشري المتعلم والقابل للمواكبة والتطور، كما يمتلكون الرأسمال الضروري للنهوض بمؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي، ولا ينقصهم سوى الإدارة الكافية لتوفير البيئة التنظيمية والمناخ المجتمعي الذي يشجع على البحث والابتكار، لأن المواهب الفردية ـ على أهميتها ـ لا تستطيع العمل والمنافسة في بيئة إقليمية ودولية
*خصائص مجتمع المعرفة:
1- الانفجار المعرفي:
يعيش العالم انفجاراً معرفياً غير مسبوق، بحيث يندر أن يمر يوم أو شهر دون أن تحمل لنا وسائل الإعلام اكتشافات جديدة، فأصبح التراكم المعرفي يتضاعف كل (18)شهرا ويكفي أن نعرف أنه في عام (1500)م عندما اخترع “غوتنبرغ” المطبعة كان إنتاج “أوروبا” لا يتجاوز (1000)عنوان سنوياً، بينما يزيد الآن (1000) عنوان يومياً. وإن 90% من العلماء الذين أنجبتهم البشرية خلال كامل تاريخها يعيشون الآن بيننا. كما أن غالبية هؤلاء أي أكثر من 90% منهم يعملون في البلدان المتقدمة. وتشير المعطيات إلى أن البشرية قد راكمت في العقدين الأخيرين من المعارف مقدار ما راكمته طوال الآلاف السنين السابقة التي شكّلت التاريخ الحضاري للإنسانية.
2- التسارع:
كان التغير وما يزال سُنة الكون وقانون الوجود الأبرز. وحيث أن التغير في فجر التاريخ كان بطيئاً وغير ملحوظ، فإن سمته الحالية هي السرعة المتزايدة. فإنه حالياً يتسم بتزايد سرعته باستمرار. ومن أمثلة هذا التسارع سرعة المواصلات والنقل. فبعد أن كانت أقصى سرعة للإنسان عند اختراع العجلة/ الدولاب سنة 1600ق.م حوالي 20كم/ ساعة أصبحت بعد اكتشاف البخار سنة 1825 حوالي 100كم/ ساعة، ووصلت السرعة في أواخر القرن العشرين إلى 500كم/ ساعة في قاطرات الوسادة المغناطيسية، ثم وصلت السرعة إلى أكثر من 50.000 كم/ ساعة بالصواريخ
أما على مستوى نقل معطيات الصوت والصورة بواسطة الأنظمة الرقمية (Digital) فقد أصبح نقلها وبسرعة الضوء البالغة 390.000 كم/ثا إلى أي مكان أمراً عادياً.
من ناحية أخرى تقلصت الفترة الزمنية الفاصلة بين ظهور الفكرة وبين تطبيقها. فقد ظهرت فكرة التصوير الشمسي عام 1727 ولم يتمكن أحد من وضعها في التطبيق قبل عام 1839 أي بعد 112 سنة، بينما تقلصت الفترة الفاصلة بين الاكتشاف وتطبيقه إلى سنتين في حالة الترانزيستور في أول خمسينات القرن العشرين، وهي الآن لا تتجاوز بضعة أشهر لمعظم الأفكار الجديدة، ناهيك عن تقلص الفترة الزمنية بين ظهور الفكرة وتطبيقها.
3- التطور التكنولوجي:
وعند الحديث عن تطبيق الأفكار وتحويلها إلى أدوات وسلع وخدمات فإننا نقصد بذلك “التكنولوجيا” التي التكنولوجيا بالطبيعة الاقتحامية التي تمكنها من اقتحام المجتمعات بغض النظر عن الحاجة إليها.
وغالباً ما تكون التكنولوجيا الأحدث أحسن أداء وأرخص سعراً وأصغر حجماً وأخف وزناً وأكثر تقدماً وتعقيداً من سابقتها. كما أن المعرفة والمعلومات اللازمة لإنتاجها أكثر كثافة وتتطلب ارتفاعاً متزايداً للقدرات البشرية من علماء ومطورين وتقنيين. وكلما كانت التقنية أحدث كانت إيجابيتها أكثر من حيث الأداء، السعر، والحجم..
ولعل من أهم التطورات التكنولوجية التي شهدها العالم في العقود الأخيرة:
- طيران مفرط الصوتية (5) أضعاف سرعة الصوت.
- الهندسة الجينية والتقانة الحيوية بآفاقها الواعدة (الاستنساخ).
- مواد مخلفة جديدة لم تكن موجودة في الطبيعة كـ (الألياف الضوئية، البلورات السائلة، الخزفيات عالية التوصيل وألياف الكربون وتطبيقات الليزر…) وغيرها.
- الاندماج بين ثورة الاتصالات والكمبيوتر مع إمكانية الاتصال اللحظي التي تسمح بالحوار عبر المحيطات.
- تزايد إنتاج وتوليد المعرفة واكتشافها المتواصل من الخزان اللانهائي (الطبيعة) والاعتماد على هذه المعرفة في إنتاج وتوليد السلع والخدمات.
وبشكل مختصر تم اكتشاف القوانين الأساسية للعلم في مجالات المادة والحياة والعقل من خلال تحطيم نواة الذرة، وفك شيفرة نواة الخلية الحية، وتطوير الكمبيوتر الإلكتروني وما سبقهما من اكتشاف لقوانين الكم/ الكوانتم على يد اينشتاين وهايزنبرغ.
ومن الواضح أن هذه الحقول الثلاثة التي تشكل أعمدة العلم الحديث قد فتحت آفاقاً غير مسبوقة من إمكانات التقدم في المستقبل.
4- انهيار الفواصل الجغرافية والتنافس في الوقت:
أصبح التنافس في الوقت والعمل في الزمن الحقيقي في كل مواقع العمل والخدمات التي تعمل بلا توقف لتلبية احتياجات المستهلكين في جميع أنحاء العالم هو السمة الأبرز للإنتاج بالرغم من الفواصل الزمنية واختلاف التوقيت. فلم تعد البنوك تغلق أبوابها بعد انتهاء ساعات العمل المحددة وكذلك المكتبات والبورصة وشركات السياحة والطيران.. بمعنى أنه لم تعد هناك حدود زمنية لتوفير الخدمات والمنتجات. وأصبح الناس في تنافس مفتوح في الفاعلية والوقت.
أما الصعوبة الثانية التي تواجه البحث العلمي فهي انخفاض معدلات الإنفاق على البحث والتطوير بشكل ملفت رغم كل الأموال العربية المقيمة والمهاجرة. إذ لا يتجاوز الإنفاق على البحث العلمي /2/% من إجمالي الدخل المحلي يصرف في غالبيته كرواتب، بينما تنفق “السويد” /3.02/% تليها “اليابان” بنسبة /2.84/% و”الولايات المتحدة الأمريكية” /2.68/%. والنسبة الضخمة من الإنفاق على البحث العلمي والتطوير في البلدان المتقدمة تأتي من قطاع الأعمال والشركات الكبرى وهي على التوالي /72/% في “أمريكا” و/66/% في “اليابان” و”ألمانيا” و/65/% في “إنكلترا” و/62/% في “فرنسا”.
ويصل إنفاق “الولايات المتحدة” منذ عام (1997)م على البحث العلمي /179.126/ مليار دولار مقابل /133.021/ مليار دولار لليابان و/ 55.003/ مليار لـ “ألمانيا” وصولاً إلى /3.425/ لـ “الصين”. (6)
على صعيد آخر تغيرت طبيعة الوظيفة والعمل عما كان عليه الحال في عصر الصناعة. فبعد أن كانت الحالة تتطلب انتقال طالب الخدمة إلى مؤدي الخدمة في مكتبه أو معمله أو جامعته أو عيادته، غدا بالإمكان الحصول على الخدمات من خلال عالم أساسه “اتصل ولا تنتقل”، فالجامعة الافتراضية والعيادة التي تقدم الاستشارات والعلاج عن بعد، والتجارة الإلكترونية، والعمل في المنزل، غيرت المفهوم التقليدي للعمل والوظيفة.
5- ارتفاع المكونات المعرفية وتضاؤل المكونات المادية:
تتميز المنتجات الجديدة بتوظيف كثيف للمعلومات والمعارف وتتضاءل شيئاً فشيئاً قيمة المكونات المادية. فبعد أن كانت الأجزاء المادية تشكّل /30/% من قيمة المنتج، فإنها وصلت إلى حوالي /10/% اليوم وينتظر أن تنخفض إلى أقل من /2/% عام (2010).
تعود الأسباب الكامنة وراء هذا التحول إلى المواد الجديدة المخلّقة وإلى تزايد قيمة المكون المعرفي في المنتج، وقبل كل ذلك تعود إلى ارتفاع تكلفة البحث والتطوير اللازمة لتوفير منتجات جديدة تأخذ بعين الاعتبار معيار الجودة كأساس للمنافسة.
سوف يترتب على هذه التحولات التي تقلل من شأن المنتجات المادية والمصادر الطبيعية الأمر الذي سيزيد من هامشية الدول والبلدان التي تعتمد في ثروتها على هذه الموارد والمصادر وذلك بسبب الانخفاض المتواصل للقيمة المضافة في هذه المنتجات مقابل الزيادات المتواصلة والحاسمة في القيمة المضافة للمنتجات كثيفة المعرفة كما في البرمجيات والذكاء الصناعي والتكنولوجيا الحيوية وغيرها. وفي هذه الخاصية تحديداً ينفتح الحديث عن (اقتصاد المعرفة). فما المقصود باقتصاد المعرفة وما هي الآفاق التي يفتحها؟
*نموذج إرشادي جديد:
لا تقتصر نتائج التحولات المرافقة لعصر المعرفة ومجتمع المعلومات على ما يمكن أن ينتج عنها من آثار مباشرة أو غير مباشرة فحسب، بل تتصل بتغيّر المرجعيات والأسس والقواعد التي يرتكز عليها تطور المعرفة نفسه.
في تفسيره لآلية حدوث الثورات العلمية يقدّم “توماس كون” في كتابه الشهير (بنية الثورات العلمية) لإجابته باقتراح مفاده أن نغيّر نظرتنا إلى تاريخ العلم ولا نراه “على أنه وعاء لأحداث متتابعة زمنياً ومن ثم تراكمياً” لأن تغيير النظرة يستتبعه تحوّل حاسم في تصور العلم. والصورة البديلة أو الجديدة هي تمايز بين مرحلتين أو شكلين من تطور العلم داخل إطار حاكم يشكّل ((نموذجاً إرشادياً)) (Paradigm) قوامه شبكة محكّمة من الالتزامات المفاهيمية والمنهجية. هذا التمايز سيفضي إلى مرحلة ثانية هي مرحلة الثورة العلمية، حيث يتم استبدال النموذج الإرشادي القديم بآخر جديد تتغير معه صورة الوقائع ومعايير القبول والرفض في أوساط الجماعة العلمية.
هكذا تشكّل كل نظرية أو مجموعة نظريات علمية نموذجاً إرشادياً وهو بمثابة الإطار النظري والمرجعي للقواعد والمعايير والمفاهيم التي تنطوي عليها النظرية، إضافة إلى مجموعة من الشروط الاجتماعية والنفسية والتاريخية. لكنّ هذه النظريات التي يؤطرها نموذج إرشادي واحد، غالباً ما تحتوي على بعض الثغرات والنواقص والعيوب. وفي مجال الجهد المبذول لحلها أو تلافيها تبدأ عناصر تكون بداية نموذج إرشادي آخر بالتكوّن في قلب النموذج القديم وتولد نظريات جديدة إما بشكل تدريجي متسلسل وتراكمي أو بشكل طفروي وفجائي على نمط القطيعة المعرفية (Epistemology Break)، وتأتي الثورات العلمية الجديدة كإجابات لأسئلة قديمة أو ردود على أسئلة متوالدة تسهم في تقديم الحلول والتفسيرات لمستجدات الحياة العلمية، والتي لم تعثر حتى لحظة ولادة النموذج الإرشادي الجديد على الإجابات الكافية.
وقد بات في حكم المؤكد أن التطورات العلمية المتسارعة قد أربكت وربما تجاوزت لا تفسيرات “كون” وحدها، بل فلسفة العلم برمتها والتي أصبحت مطالبة بتقديم العديد من الإجابات المختلفة التي لا تقتصر على ميدان العلم بذاته، بل تطال الإنسان والمجتمع عموماً. ويكفي لاكتشاف محدودية إجاباتنا الجاهزة أن نتوقف عندما يطرحه علينا الاستنساخ (Cooling) من أسئلة وشكوك ومخاوف، الأمر الذي يمتد ليشمل تصوراتنا عن مستقبل الذكاء الصناعي وعن أجهزة الإنسان الآلي ذات الوعي الذاتي والتي يتوقع أن تمتلك قدر من الإدراك الذاتي وإمكانية تطوير نفسها تلقائياً وبمعزل عن رغبة أو سيطرة الإنسان. ما الذي يمكن أن يحدث عندما تفترق مصالح الإنسان الآلي عن مصالح البشر؟ هنا يصطدم الذكاء الصناعي مع الخيال العلمي لأننا نتعامل مع آلات تمتلك إرادة مستقلة ومزودة بقدرات عقلية وفيزيائية جبارة قد تتفوق بسهولة على قدراتنا. والميزة التي يمكن أن تمتلكها، أن باستطاعتها في الطور الخامس من الآلات الحاسوبية، أن تعدّل أوامرنا البشرية مستخلصة استراتيجيات لم تخطر ببال مخترعيها من البشر. وسيفتح هذا على الأرجح حقولاً جديدة للعلم والصناعة. لكن المشكلة أنها يمكن أيضاً أن تتناقض مع إرادة البشر وأوامرهم وتشكل خطراً على وجودهم.
* قوة المعرفة في العالم العربي:
لقد بات واضحاً أن التقدم الحاصل في التكنولوجيا والتغير السريع الذي تحدثه في الاقتصاد يؤثران ليس فقط في درجة النمو وسرعته فحسب، بل في نوعية حياة الإنسان (Quality of life) باعتبارها مؤشراً حاسماً على وجود تنمية بشرية قابلة للبقاء. فثورة التكنولوجيا ولا سيما في ميدان الاتصالات والإنترنت، أخذت تؤثر مباشرة على تعليم الإنسان وتربيته وتدريبه، وتجعل من عامل السرعة في التأقلم مع التغيير من أهم العوامل الإنتاجية. فالمجتمع الذي لا يسعى إلى مواكبة التطور العلمي، شأنه شأن الإنسان، سرعان ما سيجد نفسه عاجزاً عن دخول الاقتصاد الجديد (اقتصاد المعرفة) والمساهمة فيه. والدول التي لم تدرك بعد أن المعرفة هي العامل الأكثر أهمية للانتقال من التخلف إلى التطور، ومن الفقر إلى الغنى، وبالمعنى التنموي للعبارة أي فقر الدخل وفقر القدرات، ستجد نفسها على هامش التحولات، بل والمتضرر الأكبر منها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أين نحن كمجتمع عربي وكبلدان من هذا التطور العاصف للعلم والتكنولوجيا، ومن هذا الاتساع المتواصل لنطاق المعرفة ودورها. ثم ما هو مستقبل العالم العربي داخل مجتمع المعرفة العالمي؟
تفترض الإجابة المتأنية على السؤال المركب السابق الانطلاق من التعرّف على واقع قوة المعرفة في العالم العربي، وذلك من خلال التوصيف التحليلي لحالة مؤسسات إنتاج ونشر المعرفة في واقعها الحالي وفي احتمالات تطورها المستقبلية.
أولاً ـ مؤسسات نشر المعرفة (الإعلام والتعليم):
تواجه عمليات نشر المعرفة في البلدان العربية صعوبات عديدة من أهمها قلة الإمكانات المتاحة للأفراد والمؤسسات والتضييق على حريات أنشطتها خصوصاً في مجال الإعلام. ومع ذلك حقق العالم العربي إنجازات كمية وكيفية ملموسة خلال النصف الثاني من القرن العشرين ومطلع القرن الجديد. فقد ارتفع عدد المسجلين في مراحل التعليم الثلاثة من /5/ ملايين تلميذ إلى أكثر من /65/ مليوناً. وازداد عدد الجامعات من /8/ في خمسينات القرن العشرين إلى أكثر من /100/جامعة في أواخره. وقطعت العديد من الدول العربية أشواطاً مهمة في ميدان مكافحة الأمية. لكن وبالمتوسط العام ما يزال التعليم العربي يعاني من مجموعة كبيرة من المشكلات. فكمياً لم يتم استيعاب كل الأطفال العرب في التعليم الأساسي ما يعني استمرار تفشي الأمية خصوصاً بين الإناث، كما أن نسبة من ينتقلون إلى المراحل التعليمية الأعلى ما زالت منخفضة في الشرائح العمرية الموازية بالمقارنة حتى مع بعض البلدان النامية، كما وبالمقارنة مع احتياجات التنمية.
أما على مستوى نوعية التعليم العربي فما زال يعاني من تدني نوعيته ومن ضعف العلاقة التي تربطه بسوق العمل، الأمر الذي يقوّض واحداً من الأهداف الأساسية للتنمية البشرية المستدامة وهو الارتقاء بنوعية حياة البشر وتعظيم قدرات الناس.
ومن المعروف أن العتبة الدنيا الضرورية للحاق بمجتمع المعرفة والمعلومات تقضي التخلص من الأمية الأبجدية وتخفيض الأمية التكنولوجية إلى مستوى /20/% على الأقل من مجمل السكان وهذا يتطلب إعادة النظر نقدياً في المكونات الرئيسية لنظام التعليم، أي السياسات التعليمية وأعضاء هيئة التدريس والمعلمين، فضلاً عن تحسين شروط عمل هؤلاء ومراجعة المناهج الدراسية والمقررات الدرسية وصولاً إلى منهجيات التعليم. وهذا يشمل مدخلات العملية التعليمية التي ستؤثر بصورة مباشرة على مخرجات التعليم ونوعيته.
ودون اقتناع النخب السياسية العربية وراسمي السياسات التنموية بأن الاستثمار في مناجم العقول هو الاستثمار الأمثل والأكثر جدوى وفاعلية وديمومة الأمر الذي يتطلب تحولاً جذرياً في الإنفاق على الميكانزمات التنموية الأساسية وخصوصاً التعليم والبحث العلمي، فإن الأمل ضعيف في دخول مجتمع المعرفة من باب المشاركة والإسهام الفعال في العصر. وسينحصر موقعنا في أحسن الأحوال في استهلاك منتجات العلم والتقنية دون التمكن من المشاركة في إنتاجها.
وبالانتقال إلى وسائل الإعلام والاتصال الحديثة بوصفها إحدى أهم آليات نشر المعرفة على مستوى جماهيري، فإننا نلاحظ أن الإعلام العربي ما يزال في غالبيته يعاني من ضعف بنيته التحتية ومضامينه، وتعرقله قوانين وتشريعات تحد من حريته وفاعليته وتؤثر على دوره في أداء رسالته الحضارية. وباستثناء بعض الفضائيات العربية التي تمكنت من توفير كفاءات مهنية معترف بها وهامش من الحرية النسبية الضروري للنجاح والاستمرار، ما يزال الإعلام العربي يعاني العديد من المشكلات تجعله دون مستوى تحدي بناء مجتمع المعلومات. إذ لا يزيد عدد الصحف في البلدان العربية عن /53/ صحيفة لكل /1000/ شخص، مقارنة مع /285/ صحيفة لكل /1000/ شخص في الدول المتقدمة. والصحافة العربية عموماً محكومة ببيئة تتسم بتقييد حرية التعبير والرأي. وما التعطيل عن الإصدار والضبط والمصادرة والتعرض لعقوبة الحبس أو الإيقاف عن ممارسة المهنة، سوى أمثلة عن الصعوبات التي تواجهها الصحافة ووسائل الإعلام في الدول العربية. (7)
مع ذلك شهد الإعلام العربي في السنوات الأخيرة تحولات إيجابية يصعب تجاهلها. فدخول عنصر المنافسة وكسر احتكار الإعلام الرسمي حرك الجمود وأدخل بعض الصحف والفضائيات العربية في منافسة قوية مع مثيلاتها في العالم، وخلق حراكاً إعلامياً أسهم في تكوين رأي عام عربي بدأ في التبلور خصوصاً في المسائل والقضايا العامة التي تشكل قواسم مشتركة بين المواطنين العرب. بهذا المعنى يمكن لهذه الحركة الإعلامية أن تلعب دوراً إيجابياً ومؤثراً خصوصاً وأنها تخاطب وباللغة العربية الشريحة الأوسع من المواطنين وتنفذ إلى كل بيت عربي.
ثانياً ـ مؤسسات إنتاج المعرفة (البحث العلمي):
تعتبر مؤسسات نشر المعرفة العربية، رغم كل صعوباتها، في وضعية أفضل بكثير من مؤسسات إنتاج المعرفة وخاصة في مجال البحث العلمي، إذ تبين المعطيات المتوفرة تواضع أعداد العلماء والباحثين في المجتمع العربي مقارنة بنظرائه في البلدان المتقدمة. فبينما يصل عدد العلماء والفنيين في الدول المتقدمة إلى /4/ علماء ولكل 1000/ من السكان، فإنه لا يتجاوز عالم واحد لكل /1000/ من السكان حسب تقرير التنمية البشرية لعام (1997)، كما يشير تقرير التنمية الإنسانية العربية الثاني للعام (2003) إلى نسبة قريبة وهي /371/ لكل مليون من السكان مقابل /979/ لكل مليون من السكان أي أقل من المعدل العالمي بكثير، فالثورة العلمية التقنية اخترقت كل الحواجز والحدود وأصبحنا نعيش المجتمع التخيلي/ الافتراضي (Virtual society) الذي يتعامل فيه الناس دون أن يلتقوا وجهاً لوجه.
*أهمية التعليم والبحث العلمي (حالة سورية):
تتألف منظومة المعرفة من بنى رمزية تشمل المعطيات والمعلومات والأفكار والإجراءات التي يمتلكها الأفراد والمجتمع ككل. بهذا المعنى تنطوي منظومة المعرفة على كل ما يدخل في تشكيل البنى الرمزية مثل التعليم والتدريب والخبرة المكتسبة والخبرات المكتسبة حياتياً وعملياً.
إن مكونات المنظومة المعرفية والتي تتمحور حول بناء رأس المال المعرفي من خلال أدوات إنتاج المعرفة أي البحث والتطوير، والعلوم والآداب، وتقانة المعلومات والاتصالات. إلى جانب أدوات الحصول على المعرفة ونشرها مثل التعليم والتدريب، والإعلام والترجمة والنشر. ولا غرابة أن يحتل البحث والتطوير(R & D) طليعة تلك المحفزات بنسبة /35/% نظراً لأثره المباشر وقدرته على إنتاج معارف جديدة. يليه من حيث الأهمية التعليم بمراحله المختلفة الجامعي والثانوي والأساسي والذي تتراوح نسبة تحفيزه بين /32/% للأساسي و/33/% للثانوي بينما تصل هذه النسبة إلى /37/% للتعليم الجامعي. وتأتي في المرتبة الثالثة الكتب المترجمة والمؤلفة /32/% و/33/% على التوالي.
أما عن المستوى التعليمي للقوى العاملة في “سورية”، فإن المعطيات المتوفرة تبين أن /50/% من الموظفين السوريين البالغين مليون شخص لا يتعدى تحصيلهم العلمي المرحلة الثانوية بما في ذلك الشهادة الإعدادية والابتدائية والملمين بالقراءة والكتابة.
في حين تبلغ نسبة حملة الدبلوم التقني أي المعاهد المتوسطة /31/% من المجموع. بينما يحمل /17/% من هؤلاء الإجازة الجامعية. ولا تتعدى نسبة حملة الماجستير والدكتوراه /03/% و/02/% على التوالي، أي أن عدد الحاصلين على شهادات الماجستير والدكتوراه بين الموظفين السوريين يبلغ حوالي /5000/ خمسة آلاف شخص وهي نسبة منخفضة. وبالرغم من تفسير البعض لانخفاض مؤهلات الكادر الحكومي ويعزوه إلى منافسة القطاع الخاص الذي يستقطب الخبرات والكوادر البشرية المدرّبة بالنظر إلى ما يقدمه من حوافز مادية، إلا أن هذه المعطيات تدلل بوضوح على أهمية مراجعة معايير آليات التوظيف، وإعداد خطط واستراتيجيات تمكننا من الاستفادة من المؤهلات والخبرات العالية في إطار العمل الوظيفي.
لكن دراسة جديدة حول إمكانيات النمو الاقتصادي المستدام في “سورية”، كانت قد قدرت مساهمة رأس المال البشري في الناتج المحلي كجزء من مساهمة العمالة في الناتج كما يلي:
نسبة مساهمة رأس المال البشري = نسبة مساهمة العمالة (حصة الأجور من الناتج) * نسبة الحد الأدنى للأجور مقسوماً على وسطي الأجور. أي أن كل الأجور التي تدفع بعد الحد الأدنى تكون نتيجة لعدد سنوات التحصيل العلمي أو التدريب والخبرة في العمل، وهي تندرج في إطار تكوين الرأسمال البشري. وكانت النتيجة أن نسبة مساهمة الرأس مال البشري في سوريا تتراوح بين /10-15/% من الناتج المحلي. أما بمعيار عدد سنوات دراسة القوى العاملة فقد بلغت /7.5/ سنة في “سورية” بينما تبلغ /12/ سنة في “الولايات المتحدة الأمريكية”.
ولاحظ الباحث أن كل سنة في الكلية تزيد الدخل بمقدار /10-15/% في “أمريكا”، بالمقابل تزيده بحوالي /3.5/% في القاع العام في “سورية”، الأمر الذي يؤكد أهمية إعادة النظر بمعايير واستراتيجيات التوظيف. فهذه النسبة المنخفضة لمساهمة التعليم في زيادة الدخل، أضعفت حافز التعليم الذي يعتبر أهم محركات التنمية المستدامة كما تؤكد تجارب عديدة في أوروبا وأمريكا وآسيا. وسنأخذ على سبيل المقارنة وكنموذج واضح الدلالة تجربة سنغافورة في التعليم.
- نظام التعليم في سنغافورة ـ نموذج الجودة النوعية:
توضح دراسة تفصيلية قام بها “دافني بان” بعنوان (نموذج الجودة النوعية في نظام التعليم السنغافوري)، أهمية العلم بوصفه مدخلاً رئيسياً لمجتمع المعرفة. يعتقد “بان” أن الكفاح طويل الأمد من أجل النجاح الاقتصادي سيكون في صلب الفصل الدراسي أكثر منه في سوق العملات. لهذا لجأت “سنغافورة” هذا البلد الآسيوي الصغير إلى التعليم بوصفه قوة الدفع الاستراتيجية الرئيسية من خلال تبني سياسة الجودة النوعية في التعليم، ومن خلال تخصيص/3/% من الناتج المحلي الإجمالي (GDP) أي ما يقارب /2.3/ مليار دولار أمريكي في مجال تطوير التعليم.
وبعد الاستقلال مباشرة سنة (1959)م حدث توسع سريع في التعليم استجابة للأهداف الوطنية الاقتصادية والاجتماعية، كما تم تكثيف الجهود لأجل:
ـ تنفيذ التعليم الإلزامي المجاني، مع مزيد من المدارس الثانوية.
ـ مزيد من التركيز على تدريب المعلمين.
ـ مزيد من الاهتمام بتطوير البحوث والمناهج التعليمية.
ـ استحداث سياسة الازدواج اللغوي (الإنكليزية واللغة الأم) لزيادة الإنتاجية والانسجام الاجتماعي والتماسك الوطني.
ـ التركيز على الرياضيات والعلوم والمواد التقنية. وإقامة المدارس للتدريب على الجوانب المهنية والتقنية والتجارية لتوفير قاعدة قوى عاملة لخدمة التصنيع.
ثم جرت عملية مراجعة لهذه الأسس وتصويبها بحيث لا يقتصر التعليم على زيادة طاقات الفرد وقدراته، بل يتعدى ذلك إلى مجتمع مبدع ومفكر ومجدد مع مهارات مرنة في كل مستوى من مستويات الاقتصاد.
أما في التسعينات فقد تم تبني إدارة الجودة النوعية للتعليم من خلال:
ـ تزويد الجميع بالتعليم برفع كفاءة رياض الأطفال، وتوفير ما لا يقل عن 10 سنوات من التعليم الأساسي.
ـ زيادة التمويل والحوافز التعليمية.
ـ اجتذاب المعلمين الجيدين وتعديل الرواتب.
ـ ضمان دخول /20/% من كل فئة عمرية إلى الجامعات و/40/% إلى المعاهد التقنية. وقد جاءت أرقام عام (1996)م لتؤكد تحقيق الهدف حيث بلغت نسبة المنتسبين إلى الجامعة /22/%، بينما كانت نسبة الملتحقين بالمعاهد /38/%.
ـ تخصيص /1.16/ مليار دولار أمريكي لإيجاد مدارس ذكية، بعد أن تأكد أن تقنيات المعلومات أداة تعليمية متفوقة.
ـ توسيع التعليم في الدراسات العليا والعمل على جعل الجامعات السنغافورية عالمية المستوى.
ـ مراجعة مناهج المراحل الجامعية الأولى لضمان ملاءمتها وحداثتها.
ـ استحداث استراتيجيات تعليم وتعلم تتسم بالتجديد والإبداع واجتذاب الطلبة الموهوبين.
ـ جعل “سنغافورة” مركزاً للتعلم مع استقطاب مشاركة علماء بارزين وتقديم المساعدة للبلدان الأقل تطوراً في المنطقة.
ـ التعاون مع العمال والنقابات وأصحاب العمل لتوفير التدريب المناسب ورفع الكفاءة.(8) أقترح ذكر أهم النقاط وليس سردها جميعها..
أما على مستوى النتائج الواقعية فقد كانت تجربة التعليم في “سنغافورة” مميزة على أكثر من صعيد. حيث يتفوق الطلبة السنغافوريون في أدائهم على المستويات الوطنية والعالمية، وينظر إلى التعليم بكل تقدير واحترام على كافة المستويات. فقد احتلت جامعة “سنغافورة” الوطنية المرتبة الثانية بين أفضل خمسين جامعة في “آسيا”. وقد أصبحت مقاييس التعليم في “سنغافورة” مستقرة وراسخة إلى درجة أن جامعة “كاليفورنيا الأمريكية” قد قررت استخدامها في تقويم مناهجها لمادة الرياضيات.
كما احتل الطلاب السنغافوريون المرتبة الأولى بين 45 دولة في دراسة الرياضيات والعلوم التي ترعاها الرابطة الدولية لتقويم التطوير التربوي. كما يفوز السنغافوريون سنوياً بالأولمبياد الدولي للرياضيات والكيمياء والفيزياء.
وبعد ذلك فقد تبنت سنغافورة ثلاث أولويات لنظام التعليم بالجودة هي، تطوير المهارات الفكرية وتعزيزها، واستغلال تقنيات المعلومات في التعليم والتعلم، إضافة إلى التعليم الوطني. فهل من الحكمة تجاهل هذه التجربة الغنية بالاستخلاصات والدروس والخبرات؟
لقد برهنت التجارب المتعددة أن التعليم على المستويين الفردي والمجتمعي هو أحد أهم أعمدة بناء أدوات المعرفة، وهو السبيل الأمثل لبناء الكادر البشري المؤهل، الأمر الذي يتطلب تحقيق تطوير نوعي في منظومة التعليم والتدريب كما دللت التجربة السنغافورية بوضوح.
والتطوير النوعي للتعليم قضية تستدعي مقوماتها وشروطها. ولعل في طليعة هذه الشروط اختيار أسلوب التعليم الإبداعي الذي يتجاوز أسلوب الحفظ والتلقين. ويكون دور الطلاب أساسياً في هذا الأسلوب حيث يطلب إليهم القيام بالتحليل والبحث واستنباط الحلول اعتماداً على المعلومات، فضلاً عن تشجيع التفكير الحر والمستقل بوصفه أحد مكونات التعليم النوعي.
وبما أن الموارد البشرية عالية التأهيل والكفاءة والخبرة، تعتبر من أهم مدخلات ومقومات العمل في الأنشطة العملية والتطويرية والابتكارية. فإن الارتباط يبدو وثيقاً بين حالة التعليم عموماً، والعالي منه على نحو خاص، وبين حالة إنتاج المعارف. فالتعليم بمراحله المختلفة يقوم بتكوين وإعداد باحثي وتقنيي المستقبل.
ولا يكتمل البحث في جودة التعليم أو التعليم النوعي إلا بالإجابة على السؤالين المركزيين التاليين وانطلاقاً من توجهات الفلسفة التربوية لعصر المعلومات وهما:
لماذا نعلّم ونتعلم؟
ثم ما هي مواصفات الإنسان ناتج التربية المنشودة؟
وبالرغم من غياب نظرية وإجابات مكتملة ونهائية حول الإجابات، إلا أن هناك اتفاق شبه نهائي حول ثلاث غايات أساسية للتعليم هي:
1 ـ إكساب المعرفة.
2 ـ التكيف مع المجتمع.
3 ـ تنمية الذات والقدرات الشخصية.
وقد أضاف مجتمع المعرفة بعداً تربوياً وتعليمياً رابعاً وهو ضرورة إعداد إنسان العصر لمواجهة متطلبات الحياة في ظل العولمة. وذلك من خلال تحقيق الغايات الأربع، والتي يتفق عليها التربويون ومعدو تقرير اليونسكو تحت اسم ((التعليم ذلك الكنز المكنون)) وهذه الغايات هي:
1 ـ تعلّم لتعرف.
2 ـ تعلّم لتعمل.
3 ـ تعلّم لتكون.
4 ـ تعلّم لتشارك الآخرين.
انظر الشكل
* الغايات الأساسية للتعليم:
بالرغم من اتفاق معظم المربين والمهتمين بمسألة التعليم على نقد الطرق التقليدية في التعليم والتي تعتمد أساساً على التلقين والحفظ، إلا أن البدائل العلمية لهذه الطرق العتيقة لم تتبلور بشكل كاف بعد. نعرض فيما يلي لتصور آخر مختلف.
تواجه التربية العربية موقفاً صعباً للغاية، فقد أصبح لزاماً عليها أن تجدد رؤيتها الفلسفية لمواجهة المتغير المعلوماتي في غياب فلسفة اجتماعية عربية، وقصور الوعي العام في إدراك الجوانب التربوية العديدة لظاهرة المعلومات وعولمتها، وقد سعى “عبد الله عبد الدايم” إلى تجاوز هذه الإشكالية، بأن خلص إلى مجموعة من المبادئ التربوية الأساسية التي تضمنتها استراتيجية تطوير التربية العربية.
تعلم لتشارك الآخرين
تعلم لتكون
تعلم لتعمل
تعلم لتعرف
المبدأ التربوي
المبدأ الإنساني: تأكيد مكانة الإنسان في نظام المجتمع، ونظام الوجود عامة.
المبدأ الإيماني: ترسيخ الإيمان بالله وبالديانات الأخرى.
المبدأ القومي: جعل العمل من أجل الوحدة العربية محوراً رئيسياً.
المبدأ الديموقراطي: تنمية التعاون بين المواطنين، والمساهمة في خير المجتمع وفي اتخاذ القرارات.
مبدأ التربية للعلم: ترسيخ العلم لدى المتعلم منهجاً ومحتوى والإسهام في البحث العلمي.
مبدأ التربية للعمل: الربط بين الفكر والعمل وإعداد المتعلم لمطالب العمل وتطوراته المستقبلية.
مبدأ التربية للحياة: توثيق الصلات بين التربية والمجتمع، وتمكين المتعلم من التطور باستمرار.
مبدأ التربية المتكاملة: تربية شاملة متوازنة لجميع الجوانب، متصلة من المهد إلى اللحد.
* مبدأ الأصالة والتجديد: تنمية الابتكار، والتمسك بخير ما في الماضي في صلته بالحاضر والمستقبل.
* مبدأ التربية للإنسانية: وحدة الجنس البشري والمساواة بين شعوبه، والأخوة والسلام والتعاون الدولي

**الشكل مصفوفة مبادئ التربية العربية وغايات التربية الأربع

تتفق معظم الآراء على أن تربيتنا الراهنة منحازة إلى غاية “تعلم لتعرف” على حساب الغايات الثلاث الأخرى، خاصة فيما يتعلق بغاية “تعلم لتكون”، التي تهدف إلى تنمية قدرات الفرد ومواهبه، والاحتفاظ بهويته والاعتزاز بذاتيته. ونظرة سريعة إلى مصفوفة المبادئ والغايات الواردة في الشكل تؤكد لنا مدى الأهمية التي أولاها “عبد الله عبد الدائم” لشق”تعلم لتكون” في قائمة مبادئه التربوية، وهو ما يتناقض جوهرياً مع ما أشرنا إليه بالنسبة لتوجهنا التربوي الراهن، ويعكس حدة الانفصال بين مبادئنا وواقعنا، وبين استراتيجياتنا وممارساتنا العملية.
*مستقبل مجتمع المعرفة:
تبشر الحقبة القادمة من تطور المعرفة عموماً والعلمية منها بشكل خاص بتأثيرات ونتائج سوف تكون أعمق وأشمل وأبعد غوراً من كل تلك الحقب التي سبقتها.
ومن الواضح أننا على أعتاب ثورة علمية أخرى. حيث تتضاعف المعرفة البشرية كل عشر سنوات. وقد أنتج العقد الأخير من القرن العشرين على سبيل المثال معرفة علمية أكثر مما خلفه التاريخ البشري بأكمله..
ومع أن الاهتمام بالمستقبل قد شغل الناس منذ أقدم العصور، فكانت (الكهانة) و (العرافة) وقراءة الكف والطالع والتنبؤ بالمجهول، إلا أن ذلك بقي في إطار الوعي الغيبي والأسطوري بالعالم، ولم يتحول إلى ميدان له معارفه وقوانينه إلا منذ فترة قصيرة نسبياً. حيث يمكننا اليوم الحديث عن (علوم المستقبل) أو (المستقبليات) التي تعمل على استشراف المستقبل عبر اجتهاد علمي منظم يهدف إلى صياغة مجموعة من التنبؤات المشروطة والتي تنطلق من بعض الافتراضات الخاصة حول الماضي والحاضر، لاستكشاف أمر دخول عناصر مستقبلية على المجتمع أو الظاهرة المعنية.(9)
بهذا المعنى نميز اليوم بين التنبؤ الغيبي والتنبؤ العلمي، فالأخير لا ينبع من فراغ ولا يأتي تلبية لميول ورغبات، بل ينجم عن فهم نواميس الكون وأحكامه مستعيناً بالاستنتاج والقياس والحدس، وقبل كل ذلك بالتجربة ونتائجها القابلة للقياس والتعليل.
وإذا كان التحول إلى قوة المعرفة والمعلومات مؤكداً، فإن معايير القوة التقليدية ـ الأرض ـ الموارد ـ القوة العسكرية ـ القوة الاقتصادية ـ لن تختفي ولكنها ستصبح ذات أهمية ثانوية.
لقد أدرك الأقوياء في عالم اليوم روح وآليات العصر، لذلك نراهم يتسابقون في مجالات تطوير البحث العلمي والبرمجيات وفي ميادين الاقتصاد المعرفي للاتصالات والذكاء الصناعي. ففي هذه الميادين سيكون صراع الأقوياء الذي يبدو بأنه سيكون صراعاً تكنولوجياً وعلمياً في المقام الأول، وسيدار على الأغلب بطرق سلمية تجنباً لإمكانية (الموت المفاجئ) الناجمة عن أسلحة الدمار الشامل البيولوجية والنووية في حال استخدامها. (11)
وبعيداً عن السيناريوهات المتفائلة والرؤيا التي تقدمها روايات الخيال العلمي للمستقبل، يمكن القول إن الكون بدأ يكشف لنا عن الكثير من أسراره وهناك الآن إمكانية لمعرفة المزيد من أسرار الحياة والتطبيقات الممكنة للعلم والتكنولوجيا بحيث بتنا أكثر قرباً من حلم “أينشتاين” بإيجاد “نظرية لكل شيء
* أثر ثورة المعلومات على التطور الديمقراطي في العالم العربي:
إذا كان العصر الراهن عصر ما بعد الحداثة فلسفياً، فإنه عصر المعرفة على صعيد العلم والتكنولوجيا. وحيث أن ثورة المعلومات والاتصالات تشكل واحدة من أبرز ملامح مجتمع المعرفة البازغ مع تنامي ظاهرة العولمة في العقدين الأخيرين، فإن رصد الآثار والتجليات القائمة والمحتملة لثورة المعلومات والاتصالات على عملية التحول الديمقراطي في العالم العربي الذي فوت المد الديمقراطي الذي شمل العديد من الدول والمناطق خلال ما سمي بالموجة الثالثة للتحول الديمقراطي، سيبقى أمراً على غاية الأهمية والراهنية.
فما هي انعكاسات هذه الثورة على نظم الحكم العربية؟ وإلى أي مدى يمكنها أن تشكل تحدياً للتسلطية ودعماً للانفتاح السياسي والتحول الديمقراطي في المنطقة؟ وما هي حدود تأثيراتها على بنية ودور المجتمع المدني في بلداننا، ثم ما هي نتائج كسر احتكار المعرفة من قبل الدولة، وكيف يمكن فهم دور التقنيات الحديثة في تأثيرها على الرأي العام؟
ينقسم الباحثون في الإجابة عن الأسئلة السابقة إلى موقفين أساسيين، يرى أصحاب الموقف الأول أن الانعكاسات التي تسببها الثورة العلمية في مجال الاتصالات والمعلومات باتت واضحة ومؤكدة ويصعب تجاهلها، بينما يرى أنصار الموقف الثاني أن آثار ونتائج هذه الثورة ما زالت محدودة التأثير وضعيفة الفاعلية لأسباب عديدة ووجيهة في رأيهم. (13)
يستند أصحاب الموقف الأول إلى خبرات عديدة برهنت التكنولوجيا من خلالها على فاعليتها في التأثير على مجرى الأحداث. فمنذ ما يزيد عن /5/ قرون ساهمت مطبعة “غوتنبرغ” في كسر الاحتكار الكهنوي للمعرفة عموماً وللكتاب المقدس بصفة خاصة، وبالانتقال إلى العصر الحديث يتضح الأثر الواضح لتقنية أشرطة الكاسيت وإسهامها المباشر في نشر خطب وتعاليم الإمام الخميني قبيل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في “إيران”، وكان واضحاً الدور المركزي لأجهزة الفاكس في التغيرات التي شهدتها “روسيا” إبان (البروستريكا) ، وصولاً إلى تمكّن أنصار العولمة البديلة من الاستفادة القصوى من البريد الإلكتروني والإنترنت في حشد الأنصار وتعبئة المؤيدين من “دافوس” إلى “سياتل” إلى “جنوة” إلى “سيول” وغيرها. وهذه جميعها براهين تدلل بوضوح على الأثر البارز لوسائل الاتصال الحديثة والتقنيات المرافقة لها، وعلى قدرتها على توجيه الأحداث وصياغة الرأي العام صوب اتجاهات جديدة في قضايا البيئة والنساء والسلام وحقوق الإنسان ومناهضة الحرب. (14)
وبفضل ثورة الاتصالات والمعلومات أصبحت قضايا حقوق الإنسان ثقافة عالمية ونموذجاً إرشادياً (Paradigme) حاكماً وذلك من خلال التشبيك(Networking) بين المنظمات المدنية المحلية ونظيراتها في العالم.
ولا يخفي هؤلاء إعجابهم بقدرة الفضائيات وخصوصاً غير المملوكة للدول مثل MBC وART والجزيرة والعربية وغيرها، على تناول العديد من القضايا والمسائل الحساسة التي كانت تعتبر من المحرمات في المنطقة العربية وخصوصاً في ميداني السياسة والدين، فضلاً عن الحوارات والمسائل الإشكالية التي ناقشتها على الملأ وبدرجة كبيرة من الحرية والجرأة. وبصرف النظر عن التحفظات والانتقادات التي يمكن توجيهها لهذه الفضائية أو تلك، فمن المؤكد أن المشاهدين العرب قد عبروا عن حاجتهم إلى إعلام يتمتع بالمصداقية والمهنية يمتلك شعبية واسعة دفعت ببعض المحللين إلى القول بأن تأثير بعض الفضائيات كـ “الجزيرة” مثلاً يفوق تأثير أحزاب سياسية عريقة في العالم العربي، لدرجة دفعت قسم من المحللين والباحثين لتسميتها بإمبراطورية الجزيرة. (15)
بينما يعتقد أصحاب الموقف الآخر بأن تأثيرات ثورة الاتصالات ما زالت محدودة وأن مردودها ضعيف على التطور السياسي والديمقراطي في عالمنا العربي لأسباب عديدة، من أهمها: الموقع الهامشي للعرب على خارطة مجتمع المعلومات العالمي. فعدد المواطنين العرب الذين يمتلكون القدرة على الوصول والنفاذ إلى الوسائل الإعلامية والمعلوماتية الحديثة ما زال محدوداً. فضلاً عن الفجوة الرقمية ((Digital Gap)) التي تفصل بين من يمتلك المعلومة وإمكانية توظيفها وبين من يمتلكها بشكل جزئي ولا يسيطر عليها أو.
ويكفي أن نقارن بهذا الصدد بين ما يمتلكه العرب من مواقع إنترنت وأجهزة حاسوب بوصفها من المؤشرات الأساسية المعبرة عن الفجوة الرقمية، لنكتشف محدودية قدرتنا على الوصول إلى تقانات المعلومات وتطبيقاتها. فمقابل كل /18/عربي من كل /100/ من السكان يمتلكون حاسوباً يبلغ المتوسط العالمي /78.3/. ولا يزيد نصيب العرب من مستخدمي مواقع الانترنت عن /0.5/ % بينما يشكلون /8/% من إجمالي سكان العالم. هذا إلى جانب القيود المفروضة على الشبكة من قبل الحكومات، وقضايا الأمية ومعرفة اللغات الأجنبية.
تفسر هذه العوامل، إلى جانب القيود القانونية والمالية والرقابية التي تفرضها البلدان العربية، بنسب ودرجات متفاوتة، تدني إمكانية الاستفادة من مزايا التقدم العلمي التقني. فإذا ما أضفنا إلى العوامل السابقة جملة المشكلات البنوية التي تعاني منها الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني العربية والمتمثلة في ضعف قاعدتها الشعبية وابتعادها عن ممارسة الديمقراطية داخل تنظيماتها وفيما بينها، الأمر الذي أضعف مصداقية الشعارات الديمقراطية التي تطرحها وأفقدها الكثير من البريق والفاعلية، فإننا نستطيع أن نتفهم تشاؤم أصحاب هذا الاتجاه إزاء قدرة تقنيات المعلومات والاتصالات على التغيير البنيوي في مسار التحول الديمقراطي عربياً.
ومن هذا المنظور الجدلي فإني أعتقد أن لثورة المعلومات والاتصالات مفاعيل آنية ومحتملة توق التوقعات المتشائمة من منظور كسرها لاحتكار الدولة للمعلومات، ومن خلال مفاعليها الاقتصادية التي أسهمت بشكل واضح في إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي وخصوصاً الاقتصاديات الجديدة القائمة على توظيف وإنتاج المعرفة بكفاءة، الأمر الذي ينجم عنه قيمة مضافة تفوق بعشرات المرات القيمة المضافة الناتجة عن الاقتصاد التقليدي. وقد بات في حكم المؤكد أن النجاح باقتصاد المعرفة والاستفادة من مزاياه التنافسية مرهون بعمليات الدمقرطة وضمان حرية تدفق المعلومات وتعزيز المشاركة السياسية للمواطنين بوصفها شرطاً لنجاح السياسات التنموية فغياب أو ضعف المشاركة يفسر فشل التجارب التنموية في بلداننا إلى حد بعيد.
وحيث أن ارتباط الإبداع (Motivation) والابتكار الفردي والمجتمعي بالحريات أصبح من الأمور الثابتة، فإننا نستطيع أن نفهم كيف تشكل الحريات الأكاديمية والمناخ البحثي الملائم عوامل جذب الكفاءات والعقول التي تهجر مجتمعاتنا وتذهب إلى جامعات الغرب ومراكز أبحاثه، فضلاً عن الإغراءات المادية والتسهيلات والتجهيزات التي توفرها تلك المجتمعات، وذلك مقابل عوامل النبذ وفقدان الخبرات وما ينجم عنها من ظاهرة هجرة الأدمغة (Brain drain) بكل ما تسببه من إهدار للموارد البشرية وخسارة يصعب تقدير قيمتها الفعلية. (16)
وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يتلازم نقص الحرية مع نقص المعرفة كما يبين تقرير التنمية الإنسانية العربية الثاني للعام (2003) مضيفاً للنواقص السابقة نقص تمكين النساء، الأمر الذي يرجح السيناريو المتشائم الذي يرى بأن العرب، إذا ما استمروا في تعاطيهم الحالي، سيكونون في أحسن الأحوال على هامش مجتمع المعرفة العالمي. وتأسيساً على هذا الفهم يقترح التقرير رؤية استراتيجية تتضمن أركان مجتمع المعرفة الأساسية وفي أهمها: «إطلاق حريات الرأي والتعبير والتنظيم وضمانها بالحكم الصالح، والنشر الكامل للتعليم راقي النوعية، فضلاً عن توطين العلم وبناء قدرات ذاتية في البحث والتطوير التقاني، وصولاً إلى تأسيس نموذج معرفي عربي عام أصيل ومنفتح ومستنير». (17)
أخلص مما سبق إلى عدة ملاحظات ختامية:
إن المستقبل للمجتمعات التي ستشارك في توظيف وإنتاج المعرفة بكفاءة في شتى مناحي الحياة. فالمعرفة ثروة أو قوة في آن معاً.
يشكل مجتمع المعرفة مرحلة متقدمة من مراحل التطور الحضاري يطلق عليها توفلر الموجة الثالثة.
المداخل الأساسية للوصول إلى مجتمع المعرفة هي الإرتقاء بمؤسسات نشر المعرفة وأقصد المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والترجمة ودعم مؤسسات إنتاج المعرفة وهي مراكز الأبحاث والتأليف إضافة إلى مؤشرات مثل نسبة السكان الحائزين على براءات اختراع ونسبة المشاركة في النشر العلمي ومؤسسات البحث العلمي والتطور التقاني.
لهذا فإن الترجمة تبقى قناة تواصل هامة مع العالم لكنها لا تستطيع لوحدها التأسيس لمجتمع المعرفة كما بينا سابقاً.
لدى العرب طاقات إبداعية كبيرة مهدورة بسبب غياب المناخ المناسب الذي يضمن الحريات البحثية والأكاديمية، كما وبسبب ضعف العمل المؤسساتي في ميادين إنتاج ونشر المعرفة، الأمر الذي يدفع بالعديد من الكفاءات إلى الهجرة.
تشكل هجرة الأدمغة والعقول واحدة من أخطر الظواهر، فهدر الموارد والإمكانيات يتجلى فيها بأوضح صورة وهي خسارة مزدوجة تزيد من الهوة أو الفجوة المعرفية التي تفصل مجتمعاتنا عن المجتمعات المتقدمة.
العرب أمام فرصة وتحد بنفس الوقت، والنتيجة مرتبطة بما سنفعله الآن وفي المستقبل، فالمستقبل ليس مكاناً نذهب إليه، بل خياراً نصنعه بأنفسنا اعتماداً على كيفية استثمارنا لطاقاتنا وعلى قدرتنا على الاستفادة منها ومن تجارب الآخرين.
…………………………………………………
* المراجع والمصادر
ـ رأفت رضوان: النظام الدولي للمعلومات، موقع الوطن العربي على خريطة العالم الجديد، سلسلة قضايا استراتيجية، المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، العدد 12، تشرين الثاني، 1997.
ـ تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003.
ـ الكتاب السنوي للتنافسية الدولية ـ 1997.
ـ http://writers.alriradh.com.sa/kpage
ـ Keen، P.G.W: Shaping The Future، Harrard Business Schod press، Boston Mass، 1991.
ـ ميتشيوكاكو: رؤى مستقبلية، كيف سيغير العلم حياتنا في القرن الواحد والعشرين، ترجمة د. سعد الدين خرفان، مراجعة محمد يونس، سلسلة عالم المعرفة، العدد 270، الكويت، 2001.
- Alvin Toffler: Future Shock، Bantam Book، 8th Edition، New York، 1970، page 26.
ـ آلان توميسون: نحو فهم المستقبلية، ترجمة ياسر الفهد، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1983.
ـ ميتشيو كاكو، رؤى مستقبلية، كيف سيغير العلم حياتنا في القرن الواحد والعشرين، ترجمة د. سعد الدين خرمان، مراجعة محمد يونس، سلسلة عالم المعرفة، العدد 270، يونيو، 2001 ص 15 ـ 16.
ـ حسنين توفيق إبراهيم: ثورة المعلومات والتطور الديمقراطي في العالم العربي، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، كراسات استراتيجية، السنة الرابعة عشرة ـ العدد 139 ـ مايو 2004.
ـ مجموعة باحثين: ثورة المعلومات والاتصالات وتأثيرها في الدولة والمجتمع بالعالم العربي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبو ظبي، 1998.

مارك (نظام فهرسة)

مارك هو تسجيلة الفهرسة المقروءة آليا (فما) MA chine-Readable Cataloging وتعني كلمة "المقروءة آليا" أن نوعاً معينا من الآلات (حاسب آلي) يمكنه قراءة البيانات الموجودة في تسجيلة الفهرسة.

محتويات1 تمهيد
2 نشأته وتاريخه
3 أهمية marc
4 مكونات تسجيلة مارك
5 شكل تسجيلة مارك == ==
6 بعض نظم المكتبات التي تستخدم مارك
7 المصادر
8 انظر أيضاً


تمهيد
لقد أصبح تبادل التسجيلات الببليوجرافية حقيقة على مدى سنوات عدة ، وكثير من المكتبات قد اختارت أن توسِّع من مواردها المحدودة عن طريق اكتساب البيانات الببليوجرافية من مصادر أخرى بدلاً من إنشائها بأنفسها. فقد كان لدى المكتبات منذ ما يزيد عن قرن من الزمان القدرة على طلب مجموعات من بطاقات الفهرسة لأوعية معلوماتها من مكتبة الكونجرس ، والبعض كان يكتب بطاقات فهرسته بالاستعانة ببيانات الفهرسة أثناء النشر Cataloging in Publication (CIP) الموجودة في ظهر صفحة العنوان في كثير من الكتب، كما أن بعض المكتبيين كانوا يتجهون للدوريات المطبوعة أو الببليوجرافيات للحصول على بيانات الفهرسة المكتملة أو شبه المكتملة.

أما الآن ومع وجود الحاسوب لماذا نضطر لإعادة كتابة مئات البطاقات في كل مكتبة بينما يمكن كتابتها مرة واحدة ومشاركتها مع المكتبات الأخرى؟ ولماذا تتم كتابة كل بطاقة عدة مرات – على حسب المداخل – بينما يمكن برمجة الحاسوب لطباعتها. ومع التطور الذي حدث بظهور تسجيلات مارك استفادت المكتبات من فوائد الفهرسة المقروءة آلياً سواء أكان لديها خط اتصال مباشر أم لا ، فإن البطاقات المطبوعة في مكتبة الكونجرس والتي يتم شراؤها سواء من مكتبة الكونجرس أو الموردين تم إدخالها وفقاً لشكل الاتصال مارك. بينما استطاعت المكتبات ذات الميزانيات الكبيرة الاشتراك في أدوات ببليوجرافية مثل OCLC "Ohaio College Library System"التي أتاحت لهذه المكتبات الحصول على التسجيلات المشتركة بواسطة خط الهاتف ، ومع تطور الحاسوب أصبح بالإمكان طلب التسجيلات الببليوجرافية على أقراص ممغنطة Floppy disks أو شرائط ممغنطة Tape drives ، ولذلك لم تعد أي مكتبة قادرة على تجاهل شكل الاتصال مارك MARC. الببليوجرافيات

نشأته وتاريخه
قررت مكتبة الكونجرس في عام 1945م أن تبدأ في مشروع تختبر فيه إمكانية توزيع البيانات الببليوجرافية علي أشرطة ممغنظة على 16 مكتبة مشتركة في هذا المشروع وهو مشروع MARC I، ومع نهاية عام 1966م وبالتحديد في "نوفمبر 1966م" بدأت المكتبة التوزيع الأسبوعي، ولكن اكتشفت في مارس 1967م أن المشكلة أكثر تعقيداً عما يستطيع النظام الأصلي المُصمَّم تحمَُله ولذا كان الأمر في حاجة لبداية جديدة ، وهذا ما أعطى الفرصة للمكتبة البريطانية للمشاركة في المشروع الجديد MARC II ، ولذلك بدأ المشروع الأنجلو أمريكي العملاق في 1967 م وقام مكتب OSTI “Office for Scientific and Technical Information” بالتمويل المالي، ثم صدر مارك العالمي UNIMARC في طبعته الأولى عام 1977م ثم في طبعته الثانية عام 1980م.

ثم نتيجة للتعاون بين كل من مكتبة الكونجرس الأمريكية والمكتبة الوطنية الكندية تم التوفيق بين مارك الأمريكي USMARC و مارك الكندي CAN/MARC وتم نشرها في طبعة واحدة في عام 1999م تحت الاسم الجديد MARC21 الذي يرمز للانتقال للقرن الواحد والعشرين واقتراح الترميز العالمي لهذا الشكل والذي يعطيه الفرصة ليكون عالمي الاستخدام.

ومارك 21 ليس شكل اتصال جديد ولكنه عبارة عن دمج وتوافق وتطوير لكل من USMARC و CAN/MARC ليتم نشرهما تحت اسم واحد جديد هو MARC21 (5) وتتولى عملية صيانته كل من The Network Development and MARC standards office في مكتبة الكونجرس و The Standards and the Support Office في المكتبة القومية الكندية

أهمية marc
لا يستطيع الحاسوب أن ينشيء ببساطة فهرساً محسباً دون وسيلة تساعده على فهم التسجيلة، ولذلك يوجد بمارك إرشادات لبياناته قبل كل بيان ببليوجرافي تسمى محددات نصية "signposts". فإذا تم تعليم التسجيلة الببليوجرافية جيداً بهذه العلامات فيمكن بعدها كتابة برنامج لبحث واسترجاع أي بيانات محددة في أي حقول محددة وكذلك عرض قوائم بمحتويات تقابل معايير البحث المطلوبة. ويرجع الأمر لاختيار هذه المحددات إلى التوفير في المساحة ففي المثال التالي يستخدم شكل مارك الرموز (260 و $a و $b و $c) بدلاً من بيانات النشر ومكان النشر واسم الناشر تاريخ النشر في كل تسجيلة. ويتيح مارك إمكانية تبادل التسجيلات الببليوجرافية بين المكتبات ويتوافق مع قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية.ويناسب فهرسة جميع أوعية المعلومات

ويمكن إيجاز أهمية مارك فى النقاط التالية : 1- يوفر هذا الشكل امكانات استخدام البيانات ذاتها فى أكثر من نظام آلى فى الوقت الحالى و المستقبلى. 2- يفتح مثل هذا النوع من المعايير الباب أمام مشروعات التعاون بين أنواع المكتبات على اختلافها : مدرسية، ومتخصصة، و جامعية، وعامة، وغيرها. 3- ييسر هذا النظام المشاركة فى الفهارس الموحدة، وقواعد البيانات على المستويات المحلية، و الوطنية، و الإقليمية، و العالمية. 4- يمكن من خلال استخدام هذا الشكل إعداد بطاقات الفهارس، والتحكم فى إتاحة الفهارس الآلية المباشرة من خلال إدخال المعلومات نفسها مرة واحدة فقط. 5- يتصف النظام بدقة أكبر فى إمكانيات البحث، حيث يمكن البحث بأى حقل أو حقل فرعى.

6- يمكن هذا النظام من تبادل التسجيلات بين المكتبات بسهولة.
7- يناسب فهرسة جميع أوعية المعلومات التقليدية وغير التقليدية. 8- يتيح إمكانية استخدام كافة الهجائيات الخاصة بكل اللغات الحية.

9- يتوافق مع قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية وهى أفضل و أشهر قواعد على المستوى العالمى
مكونات تسجيلة مارك
وتتكون تسجيلة مارك من ثلاثة عناصر رئيسية هي: (البناء وتسميات المحتوى والمحتوى)

1- بناء التسجيلة: ويتكون من:

1-1 بادئ التسجيلة:
وهو عبارة عن حقل ثابت الطول مكون من 24 تمثيلة وهو يظهر في بداية كل تسجيلة ببليوجرافية ويعطي بعض المعلومات المرتبطة بالتسجيلة نفسها مثل العدد الكلي للتمثيلات المكونة للتسجيلة والتقنينات التي تربط هذه التسجيلة بتسجيلة أخرى.

1-2 الدليل:
وهو يضم عدداً من الوحدات المستقلة بالإضافة إلى فاصل الحقل هي: 1-2-1 التاج tag: وهو يحدد هوية كل حقل. 1-2-2 الطول Length: وهو عدد التمثيلات التي يشتمل عليها الحقل. 1-2-3 موقع البداية Starting position: وهو يُحدَّد عن طريق ذكر رقم أول تمثيلة.

2- تسميات المحتوى: وحيث إن مارك هو إطاراً عاماً فقط للشكل، لذلك تم ترك تحديد تسميات المحتوى حسب أهواء مصمم قاعدة البيانات ، حيث أنها قد تختلف من مكتبة لأخرى ومن لغة لأخرى.

3- حقول البيانات. وقبل كل حقل تكون لدينا:

1- التاج Tag:
ويتكون من ثلاثة تمثيلات متبوعة باسم الحقل وإذا كان الحقل يمكن أن يظهر أكثر من مرة فيتبع بالحرف (R) repeatable أما إذا كان يستخدم مرة واحدة فيتبع بالحرفين (NR) non-repeatable.

2- محدات الحقل (المُؤشِّرات) Indicators:
تتكون المُؤشِّرات من رقم واحد في كل حقل بعد التاج بداية من الحقل 010، ويوجد موضعين للمُؤشِّرات Indicator1 و Indicator2 وإذا كان المُؤشِّر لم يتم تحديده فيوضع مكانه الرمز "#".

3- رموز الحقول الفرعية:
تنقسم كل البيانات في كل حقل بداية بالحقل 010 إلى حقول فرعية ، وكل رمز لحقل فرعي يُتبع بالحرف $ ، وبعض الحقول الفرعية قابل للتكرار.

[عدل] شكل تسجيلة مارك == ==
مجموعة البيانات الآتية هي ما يظهر للمُبرمِج عندما ينظر لملف مارك ، ولا يظهر التاج هنا قبل الحقل ولكن الدليل للبيانات يُخبرنا أي تاج يجب أن يُستخدَم وأين يبدأ كل حقل.

04400131040001800175050002400193082001800217100003

20023524500870026724600360035425000120039026000370

04023000029004395000042004685200220005106500033007

30650001200763^###89048230#/AC/r91^DLC^19911106082

0316107506 (pbk.) :$c$5.95 ($6.95 Can.)^##$aDLC$cD

LC$dDLC^00$aGV943.25$b.B74 1990^00$a796.334/2$220^

10$aBrenner, Richard J.,$d1941-^10$aMake the team.

$pSoccer :$ba heads up guide to super soccer! /$cR

ichard J. Brenner.^30$aHeads up guide to super soc

cer.^##$a1st ed.^##$aBoston :$bLittle, Brown,$cc19

90.^##$a127 p. :$bill. ;$c19 cm.^##$a"A Sports ill

ustrated for kids book."^##$aInstructions for impr

oving soccer skills. Discusses dribbling, heading,

playmaking, defense, conditioning, mental attitud

e, how to handle problems with coaches, parents, a

nd other players, and the history of soccer.^#0$aS

occer$vJuvenile literature.^#1$aSoccer.^\

لمعرفة كيف يعمل. إن أوَّل 24 موضع هي الفاتح وهو هنا يشغل حوالي ثلث السطر الأول وينتهي برقم 4500، وبعده مباشرة يبدأ الدليل وقد تم توضيح التيجان في هذا المثال فكل دليل يشمل 12 موضعاً، فالتاج الأول هو 001 والمواضع الأربع بعد التاج تبين طول الحقل، فالبيانات في هذا الحقل طولها20 حرفاً، ثم تبين الخمس مواضع التالية موضع البداية بالنسبة للحقل001،فهو يبدأ من الموضع 00000 فالموضع الأول هو0.

التاج التالي 003 وطوله أربعة أحرف ويبدأ في الموضع 20 (فنحن نضيف طول الحقل السابق وهو 20 + موضع البداية 0 فيساوي المجموع 20) والتاج التالي 005 طوله 17 حرف ويبدأ من الموضع 24 (4+20=24). كما يظهر لنا أن الحقول تنتهي بالرمز (^) ، كما تنتهي التسجيلة بالرمز (\).

فهذا الدليل يُخبرنا بالآتي
التاجTag / طولهLength / يبدأ منStarts at

001 / 0020 / 00000

003 / 0004 / 00020

005 / 0017 / 00024

008 / 0041 / 00041

010 / 0024 / 00082

020 / 0025 / 00106

020 / 0044 / 00131

040 / 0018 / 00175

050 / 0024 / 00193

082 / 0018 / 00217

100 / 0032 / 00235

245 / 0087 / 00267

246 / 0036 / 00354

250 / 0012 / 00390

260 / 0037 / 00402

300 / 0029 / 00439

500 / 0042 / 00468

520 / 0220 / 00510

650 / 0033 / 00730

650 / 0012 / 00763

[عدل] بعض نظم المكتبات التي تستخدم مارك
Future Library System
ALEPH500
IsisMARC - Free
Unicorn Library Management System
VTLS
Koha – open source
Emilda – open source

ميكروفيلم

الميكروفيلم هو عبارة عن شريط فيلمي ملفوف حول بكرة فيلمية وهو مقاس 16 ملم أو 35 ملم . أما من ناحية الطول فهو حسب انتهاء المادة مصور عليها كمية هائلة من الوثائق مثل الدوريات والمخطوطات والرسائل العلمية والكشافات والمستخلصات والببليوجرافيات و تكون حوافه خالية من الثقوب الفلمية لكي تستغل المساحة بكاملها للتصوير و يضم الشكل الملفوف منه ثلاثة أنواع هي:

1. المايكروفيلم الملفوف علي بكرة مفتوحة و يبلغ طوله 30 مترا و عرضه 16 ملم أو 35 ملم و يخصص هذا النوع لإنتاج النسخ المايكروفيلمية الأصل أو الجيل الأول من الأصول الورقية وعادة ما يحتفظ بها بعيدا عن الاستخدام حيث تستنسخ منه نسخ أخرى لأغراض الاستخدام و التداول.

2.الميكروفيلم المحفوظ داخل غلاف ورقي و عادة ما يكون بحجم 16 ملم ملفوف على بكرة و بجانبها بكرة ثابتة للإستقبال و تغلف هاتان البكرتان بغلف بلاستيكي سميك نوعا ما للمحافظة على ما يحتويه الميكروفيلم من معلومات من التاثيرات الخارجية التي يتعرض لها الميكروفلم بدون غلاف .

3.الميكروفلم المحفوظ داخل غلاف كارتردج Cartridge Microfilm و هو عبارة عن فلم بحجم 16 ملم أو 35 ملم ملفوف على بكرة واحدة فقط و محاط بغلاف بلاستيكي شفاف أو غير شفاف و بالإمكان تحويل الفلم المصغر الملفوف على بكرة مفتوحة غلى الكارتردج بطريقة يدوية سهلة و ذلك عن طريق إحاطة بكرة الفلم بطوق دائري مربع الحواف.

من عيوب الميكروفلم:

1.أن البحث عن المعلومات يستغرق وقتا طويلا لكي يصل الباحث للقطة المطلوبة بسبب الحاجة إلى تدوير الفلم بشكل متصل لأنه غالبا يتم بشكل يدوي.

2.صعوبة تحديث المادة العلمية المسجلة عليه لعدم إمكانية إدخال لقطات جديدة و لا يتم ذلك إلا من خلال التصوير و إعادة التصوير كلما كان هناك حاجة للتحديث.

3.صعوبة تحديد المادة العلمية المطلوبة مباشرة فلا بد من تركيب الفلم في جهاز العرض لمعرفة المادة المطلوبة.

4.كبر حجم الفلم و ارتفاع ثمن تداوله خاصة بالبريد.

الأشكال المسطحة للميكروفيلم و تقسم إلى:

1. الميكروفيش و هي عبارة عن بطاقة فيلمية مسطحة تترتب فيها اللقطات بشكل أفقي و عمودي و يكون حجم البطاقة الإعتيادية بطول 148 ملم وعرض 105 ملم و تكون عدد اللقطات ما مجموعه 60 لقطة بشكل عام و بالإمكان زيادة عدد اللقطات في حالة زيادة نسبة التصغير وذلك يعتمد على وضوح الأصول الورقية و نسبة التصغير المستخدمة و طبيعة الأجهزة المستخدمة حيث يمكن تصوير 3000 لقطة مصغرة على نفس حجم البطاقة و تعرف أيضا بالألترافيش أو البطاقة ذات اللقطات المتناهية الصغر.

من مميزات الميكرو فيش سهولة الاستخدام و التداول لكونها بطاقة مسطحة الشكل و إمكانية تدوين المعلومات الخاصة باللقطات الفلمية المسجلة على الجزء العلوي كإسم المصدر و الكاتب و المقالة و المجلد و العدد و هذا يوفر الوقت للبحث عن المعلومات المطلوبة و تمتاز الميكروفيش أيضا برخص ثمن التداول و هي تشغل حيزا صغيرا جدا و تعد البديل الأمثل عن الميكروفليم و خاصة لتدوزيع المجلات بكافة أنواعها.

2.الحوافظ و هي عبارة عن قطعتين من البلاستيك الشفاف متلصقتين من ثلاثة جوانب و في فواصل متعددة من السطح مكونة مسارات أو جيوب أفقية مفتوحة من جهة واحدة للسماح بإدخال لقطة أو عدد من اللقطات الفلمية المصغرة و تمتاز بإمكانية تحديث المعلومات و البيانات لكونها عبارة عن جيوب يمكن تفريغ محتوياتها أو إضافة ما هو جديد كلما دعت الحاجة لذا فهي الوعاء الأمثل لحفظ مصادر المعلومات المصوؤة على المصغرات كالملفات الإدارية و الوثائق و القصاصات الصحفية و فهارس المكتبات .

3.البطاقة ذات الفتحة Aperture card وهي عبارة عن بطاقة يوجد على وجهها فتحة أو عدد من الفتحات يمكن أن يثبت داخلها لقطة فيلمية قياس 35 ملم أو عدد من اللقطات الفلمية قياس 16 ملم و يمكن أن يقطع الفلم المصغر الملفلوف بواسطة أجهزة التقطيع الخاصة ثم تعبئته في البطاقات ذات الفتحة الفارغة المعدة لهذا الغرض.

تستطيع المكتبات من خلال مصغرات الميكروفيلم أن توفر مساحات الحفظ و التخزين حيث يمكنها حل مشكلة الكم الهائل من المعلومات و يمكنها حفظ الوثائق و المخطوطات و الكتب الثمينة و النادرة و المستندات الأصلية و بإمكان المكتبات و المؤسسات الحفاظ على سرية وثائقها و معلوماتها في أماكن آمنة و كذلك حفظها من التزوير و العبث